أكّد الروائي الجزائري، بن زخروفة محمدّ، أنه عاشق للحرف، وخلق ليكتب، وليبحر في معاني الوجود ويترجمها في مسوداته، مشيرًا إلى أنه يهوى فن الكتابة والتعبير عن المشاعر منذ الصغر، وأن الحاجة والفقر كانا يشكّلان بالنسبة له دافعًا رهيبًا للانزواء نحو مكان مغلق وترجمة تلك المشاعر التي لا تقال ولا يُتحدث عنها. وروى الحائز على جائزة الرئيس الجزائري، كأحسن الأعمال الروائية لعام 2016، بن زخروفة محمدّ، في مقابلة مع جريدة مصرية تجربته في مجال الكتابة، مشيرًا إلى أنه لم يكن يعلم أن ”الحرف الذي أعطيت له قيمة سيرد لي الجميل يوما ويعلي قيمتي وشأني، كتبت ما يخطر ببالي، عن حزني عن ألمي عن فرحي الذي أبحث عنه في براءتي، عن الحياة التي كنت أنظر إليها بزاوية معينة”. وكشف بن زخروفة محمد أن الكتابة جعلته ينضج في سن مبكرة، فتحت له أبواب يجهلها من كانوا يومها في سنه، موضحًا أنه كان يطالع باستمرار مختلف القصص، ويحاول أن ينسج من مخيلته حكاية ليدونها في كراستي، وتحدث عن أول قصة كتبها وهو في مرحلة المتوسط، مشيرًا إلى أنه ”كتبت أول قصة وعنونتها ”وفاء الحيان وخيانة الإنسان” كانت حكاية بأسلوبي الخاص، حاولت بعدها طبعها على الكمبيوتر وترك فراغات بين الفصول، ثم ما إن أنهيت رسمت على تلك الفراغات أشكالا توحي بمضمون القصة، وكان لي أستاذ مقرب يشجع على كل إبداع، صادف أن أهديته قصتي يوم فرغت منها وكلي فرح بذلك، دهش الأستاذ يومها وتنبأ لي بمستقبل كبير في مجال الكتابة”. وحاول الروائي الجزائري اقتحام عالم الشعر، وكانت له محاولات جدية في نسج الحروف على كل أنماط الشعر من تفعيلة وعمود، وتمكّن إلى حد ما من إتقان هذه الصيغ، لكن ميوله الأكبر كان في جانب الرواية، حبكت أول رواية التي قاربت مدة تأليفها 4 سنوات بعنوان ”رحلة الشفاء” وهي تعالج موضوع اجتماعي خطير للغاية، السحر والشعوذة وأثرها في الوسط الاجتماعي العربي، والتي نال بها جائزة الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة كأحسن الأعمال الروائية لعام 2016، وعرض خلال هذا العام في المعرض الدولي للكتابة رواية تاريخية بعنوان” زارة، الحب المقدس”، وهو يعمل حاليًا على إنجاز رواية أخرى من أدب السجون تحمل عنوان” سيغون ستارغو”.