كشفت مصادر موثوقة من حركة البناء الوطني أن الحركة توصلت إلى اتفاق نهائي حول التحالف الانتخابي مع الأحزاب السياسية الأخرى، وأكدت أنها ستدخل غمار الانتخابات التشريعية المقبلة بقوائم موحدة مع حركة النهضة وجبهة العدالة والتنمية. ومن المقرر أن يعقد حزبا العدالة والتنمية وحركة النهضة اجتماعا لمجلسيهما الشوريين، غدا الجمعة للمصادقة على الاتفاق الجديد القاضي بدخول حركة البناء التي تضم قيادات انفصلت من حركة مجتمع السلم لمؤسسها الراحل محفوظ نحناح. وأكدت ذات المصادر أن حركة البناء الوطني تتجه نحو تجسيد تحالفها السياسي مع كل من جبهة العدالة والتنمية وحركة النهضة، لتنضم بذلك إلى الاندماج الاستراتيجي الذي وقع عليه الحزبان منتصف ديسمبر المنصرم. وأكدت أن مشروع التحالف السياسي مع حركة النهضة وجبهة العدالة والتنمية بلغ مرحلة التجسيد، مع تحقيق تقدم كبير في مسار الحوار الذي تم فتحه منذ نحو 4 أشهر بين الأحزاب الثلاثة، في إطار اللجان المكلفة ببلورة هذا المشروع، مشيرة في المقابل إلى فشل المفاوضات التي قادتها لجنة ثانية من حركة البناء الوطني مع حركة التغيير، والتي كانت قد بلغت من جهتها مرحلة متقدمة، قبل أن تختار حركة التغيير في الفترة الأخيرة، التحالف مع حركة مجتمع السلم. وأوضحت ذات المصادر أن حركة البناء غير معنية بالتحالف الاندماجي، وسيقتصر الاتفاق معها على الترتيب والتحضير المشترك لقوائم انتخابية في معظم الولايات، مؤكدة أن انضمام حركة البناء الوطني إلى التحالف الاندماجي الذي وقعته حركة النهضة وجبهة العدالة والتنمية منتصف ديسمبر الفارط، لا يعتبر اندماجا وإنما تحالفا سياسيا استراتيجيا، سيتم بعد الانتخابات التشريعية القادمة دراسة امكانيات توسيعه بشكل أكبر. من جهته، قال القيادي في حركة النهضة فاتح ربيعي، في اتصال هاتفي مع ”الفجر”، إن اتصالات سابقة لم تتوقف مع رئيس حركة البناء مصطفى بلمهدي وأمينها العام أحمد الدان، منذ أشهر، كانت بالتوازي مع المباحثات التي كان يقودها هو لصالح النهضة مع قيادات مقربة من رئيس جبهة العدالة والتنمية عبد الله جاب الله، للتوقيع على اتفاق التحالف الاندماجي والذي ينص على الدخول في قوائم موحدة في التشريعيات.