لم تعد حفلات الزفاف متوقفة على فترة معينة بل هي قائمة على مدار السنة. لتكون أجندة قاعات الحفلات ممتلئة عن آخرها حتى في فصل الشتاء، لتنجم مشاكل عويصة ككراء القاعة لعائلتين في يوم واحد، إلى جانب الخدمات المتدنية مقارنة بالتكلفة المادية التي أصبحت ترهق كاهل الجزائريين. هل سيعود الجزائريون سكان المدن إلى أعراس الأسطح وفناءات المنازل وفتح الشقق لبعضهم البعض وغيرها من الفضاءات التي كانت تجمعهم من باب التكافل والتضامن، أم سيستسلمون لمنطق المال؟ خاصة بعد أن ورطت قاعات حفلات عائلات في يوم فرحها الذي تحول إلى ”كابوس”.. هذا ما أدلى لنا به ”ق.س”، والد فتاة دخلت القفص الذهبي منذ بضعة أيام، حيث قال إنه عاش يوما لا ينساه، خاصة ونه أول عرس ينظمه، وذلك من خلال اصطدامه بعائلة حجزت نفس قاعة الحفلات التي حجزها وفي نفس اليوم، مشيرا إلى أنه حجز القاعة ودفع العربون منذ زمن معتبر. حيثيات القصة التي كنا لا نرى أحداثها إلا في الأفلام بدأت حين توجهت العائلة ”الضحية” إلى قاعة الزفاف محملة معها المواد الغذائية اللازمة لإعداد عشاء العرس رفقة الطباخة ومساعديها، لتجد أن القاعة شاغر مطبخها والحركة فيها دائبة. وحين تم الاستفسار عن سبب وجودهم، أكدت لهم العائلة الأخرى أنها حجزت القاعة لحفل زفاف وهي تحضر العشاء في الأمسية. حينها تم الاتصال بصاحب قاعة الزفاف لفهم ما يحدث، ويضطره هو الآخر المجيء عين المكان. وبعد مراجعة أجندة البرنامج الذي حددت فيه تواريخ حفلات الزبائن، تبين أنه تمت برمجة عرسين في يوم واحد.. وهكذا كان نصيب القاعة للذي سجل أولا، لتكون عائلة ”ق. س” الضحية وراء اختلاط الأوراق. اضطر مالك قاعة الزفاف الذي ورط العائلة السالفة الذكر لحل المعضلة، حيث قام شخصيا بالبحث عن قاعة زفاف نواحي بلدية دالي ابراهيم التي شهدت الحادثة، وبعد مدة تمكن من العثور على واحدة كانت قد حجزت فيها عائلة لتنظيم عرسها في الفترة الصباحية، والفترة المسائية تمت الموافقة على كرائها لعائلة ”ق. س” لتخليصها من الورطة، ويدفع صاحب الخطأ ثمن القاعة الذي قدر ب 30 مليون سنتيم، علما أن الابن كان منتظرا الضيوف عند مدخل قاعة الحفلات السابقة لأنها هي التي تم تحديد عنوانها في بطاقة الدعوة، حتى يتم توجيههم نحو القاعة الأخرى. يعتبر الجشع وغلبة الجانب التجاري لأصحاب قاعات الحفلات المتسبب الرئيسي لمثل هذه المشاكل، حيث قالت إحدى الموظفات بقاعة حفلات إن المالك يضغط على العمال للحجز قدر الامكان وعدم التنازل عن السعر المحدد مهما كانت ظروف العائلة، إلى جانب اعتماد اليد العاملة الرخيصة في تقديم الخدمات داخل القاعة، والمتمثلة في عملية التنظيف، ترتيب الطاولات والكراسي وتزيينها، خدمة ضيوف عائلة العرس، لتقع العائلات في مشاداة كلامية في عديد المرات وشجارات وتحقيقات بسبب الفتيات المضيفات اللواتي يحترفن سرقة أهل العرس، مثل سرقة الحلوى وغيرها من اللوازم.