لم تتقبل وزارة الشباب والرياضة قرار المكتب التنفيذي للاتحادية الوطنية لكرة القدم، ببرمجة الجمعية العامة الإنتخابية للفاف في 20 من مارس القادم، باعتبار أن التاريخ المحدد يتجاوز المهلة المحددة من طرف الوزير ولد علي بخصوص موعد إقامة انتخابات تجديد الهيئات الرياضية الوطنية. وراسلت هيئة الوزير الهادي ولد علي من أجل تطبيق التعليمة الوزارية التي صدرت الشهر الماضي، بخصوص إقامة الجمعية الإنتخابية في أجل أقصاه 15 يوم بعد عقد أشغال الجمعية العامة العادية، وبما أن الفاف ستعقد جمعيتها العادية في 27 من الشهر الحالي، فإنه غير مسموح لها عقد جمعيتها الإنتخابية بعد تاريخ 14 مارس القادم، ليأتي تحديد تاريخ 20 من الشهر القادم ليؤكد أن الفاف تجاوزة المهلة القانونية بأسبوع كامل. وقانونيا فإن الوزارة مطالبة بعدم المصادقة على نتائج عقد الجمعية العامة الإنتخابية القادمة، ومطالبة الفاف باحترام القانون الخاص بالجمعيات، والذي ينص على عدم تجاوز الفترة القانونية، وهو ما يؤشر لصدام جديد بين روراوة والوزير ولد علي. الفاف تجاوزت قانون الجمعيات وتعتبر الاتحادية الوطنية لكرة القدم جمعية كغيرها من الجمعيات التي تندرج ضمن قانون وزارة الداخلية المنظمة للجمعيات، كما أنها تابعة أيضا لوزارة الشباب والرياضة واللجنة الأولمبية الوطنية، ومطالبة بتطبيق قوانين الهيئات العليا. ويحدد القانون على ضرورة عقد الجمعية الانتخابية في مدة لا تتجاوز 15 يوم من موعد عقد الجمعية العامة الانتخابية، ويتأخر الموعد في بعض الحالات كغياب المترشحين، أو وجود عائق على الجمعية إبلاغ الهيئة الوصية عليه للحصول على ترخيص للتأجيل. ولحد كتابة هاته الاسطر فان رد وزارة الشباب والرياضة على الموعد الغير قانوني للفاف لم يعلن، رغم أن الوزارة تدرس الطرق اللازمة من أجل إجبار الفاف على الانقياد وفق القانوني المطبقة على جميع الاتحادات الرياضية. انتخابات الكاف وراء تجاوز الموعد القانوني وجاء تجاوز الفاف للموعد القانوني لعقد الجمعية العامة الانتخابية من أجل تلبية رغبات رئيسها محمد روراوة المرتبط بانتخابات الكاف منتصف مارس القادم، حيث أن روراوة سيسافر إلى آديسا بابا من أجل الترشح لمنصب في المكتب التنفيذي للكاف، ولا يمكنه بالتالي عقد جمعية انتخابية في الجزائر والترشح لها في ذات الوقت. وكان يمكن لروراوة ومكتبه التنفيذي تقديم عقد الجمعية العامة الانتخابية إلى أوائل شهر مارس، وبعدها السماح لروراوة التفرغ لانتخابات الكاف، إلا أن الرجل الأول في الاتحادية الوطنية لكرة القدم يفضل أولا حسم فوزه بمنصب في المكتب التنفيذي للكاف قبل الفصل في ترشحه للفاف من عدمه. وفي حال عدم فوزه بمنصب في الكاف، فان روراوة لن يترك رئاسة الفاف مهما كان الأمر، في حين أن الغموض يحوم حول ترشحه لعهدة جديدة في حال فوزه بمنصب في الكاف، خاتصة وأن الرجل يريد أن يكون فوزه في انتخابات الكاف يندرج ضمن مساعي تلميع صورته للفوز بعهدة جديدة على رأس الفاف. والأكيد أن منصب رئيس للاتحادية الوطنية لكرة القدم أهم بكثير من منصب في المكتب التنفيذي للكاف، وهو الأمر الذي يدركه روراوة جيدا، ولن يكون خروجه من رئاسة الفاف سهلا. روراوة بعث برسالة مفادها أنه يريد البقاء رئيسا للفاف وبتأجيل موعد انتخابات الفاف إلى غاية التفرغ من انتخابات الكاف، فإن روراوة يؤكد أنه يريد التفرغ للفوز بمنصب في الكاف قبل التفرغ لتجديد عهدته على رأس الاتحادية الوطنية لكرة القدم، حيث أنه لو لم يكن يريد الترشح لرئاسة الفاف لتم عقد الجمعية العامة الانتخابية منتصف مارس القادم دون حضوره، ما دام أن حضوره غير ضروري، لأن لجنة الترشيحات هي من تشرف وتنظم على أشغال الجمعية العامة الانتخابية، وروراوة بعد تاريخ 27 فيفري الجاري لن يكون رئيسا بل سيكون مجرد عضو عادي يمكنه الحضور أو الغياب. ويبدو أن حنكة روراوة في انتخابات الهيئات الكروية سواء في الداخل او الخارج جعلته يعرف كيف يتعامل مع الظروف الصعبة، والخروج منها بحلول دون الكشف على أوراقه للجميع، لكن وزارة الشباب والرياضة تعلم جيدا لماذا تجاوز روراوة الموعد القانوني لعقد الجمعية الانتخابية. الفاف وراء تسريب عدم رغبة روراوة في الترشح وكانت العديد من وسائل الإعلام قد تحدثت في الأيام الأخيرة أن روراوة لن يترشح لعهدة جديدة على رأس الاتحادية الوطنية لكرة القدم، لكن الغريب في الأمر أن مصدر الإشاعة هم أفراد من الفاف ونائبو روراوة، ولم يتحدث الرجل عن الأمر، ولم تصدر الفاف أين بيان حول عدم رغبة روراوة في البقاء. ويأتي هذا التسريب ليشابه ما يقوم به العديد من رؤساء الاتحادات الذين يقولون أنهم لن يترشحوا لعهدة جديدة، ثم في الأخير يترشحون ويقولن أن الأمر جاء لتلبية مطالب الكثيرين ببقائهم، وهو ما فعله قرباج عندما كان يتحدث عن الرحيل كل مرة ثم في الأخير أكد بقائه في الرابطة، وقال أن رؤساء الأندية هم من طلبوا منه ذلك ولم يكن يريد المواصلة.