ذكرت صحف إسبانية أنّ المخزن لجأ إلى استخدام الهجرة السرية للرعايا الأفارقة كورقة ضغط على حكومات دول الاتحاد الأوروبي، لاسيما بعد صدور قرار عن محكمة العدل الأوروبية يقضي بعدم استيراد المنتجات الواردة من مناطق الصحراء الغربية التي يحتلها المغرب منذ هام 1975. ولفتت صحيفة الإمبرسيال ”El Imparcial” إلى أنّ نحو 900 من المهاجرين الأفارقة ومعظمهم من الدول الأفريقية جنوب الصحراء، تمكنوا، في ظرف 72 ساعة فحسب، من اقتحام سياجي المعبر البري عبر ثغري سبتة ومليلية الإسبانيتين. وتتهم الصحيفة السلطات الأمنية المغربية بغض الطرف والسماح للمهاجرين الأفارقة بدخول التراب الإسباني”، ولفتت إلى أن تصريحات عزيز أخنوش، وزير الفلاحة والصيد البحري المغربي، لوكالة الأنباء الإسبانية، تؤكد توجه المخزن إلى ورقة الهجرة السرية، لاسيما عندما حذر من ”العواقب الوخيمة” التي من شأنها أن تترتب عن قرار محكمة العدل الأوروبية باستثنائها للصحراء الغربية المحتلة من اتفاقات دول الاتحاد المبرمة مع الرباط. وكان أخنوش قد صرح، في وقت سابق، بأن ملف الهجرة ”مكلّف جدا بالنسبة للمغرب الذي يقوم بمنع دخول المهاجرين للدول الأوروبية، وتوفير العمل للمتواجدين فوق ترابه، وهو عمل يتعين على أوروبا الإقرار به”. وكان الحرس المدني الإسباني أعلن، مؤخرا، أن المئات من المهاجرين الأفارقة عبروا فجر الجمعة الحاجز المرتفع الذي يحيط بجيب سبتة وأنّ بعض هؤلاء قد أصيب بجروح وقدر الحرس المدني عدد الذين نجحوا في دخول المدينة بحوالى 500 شخص. وتعود آخر محاولة لدخول سبتة إلى ليلة رأس السنة، عندما اندفع آلاف المهاجرين صوب حاجز يحيط بالجيب، يبلغ علوه 6 أمتار، نجم عنه إصابة الكثيرين بجروح. لكن المهاجرين أخفقوا وقتذاك في عبور الحاجز. وربطت أوساط مغربية موجة الهجرة الإفريقية نحو سبتة إلى تهديدات الرباط بعدم مواصلة لعب دور شرطي لحماية أوروبا من المهاجرين الأفارقة. ومن جهتها، أفادت صحيفة ”إل كونفيدونثيال” الإسبانية، أنّ تساهل الرباط مع المهاجرين الأفارقة كان منتظرا، بعد التهديدات التي أطلقها أخنوش. وقال موقع الصحيفة في مقال بعنوان ”المغرب يهدد بإعادة فتح صنبور الهجرة إلى إسبانيا”، أن المخزن لا يريد استثناء الصحراء الغربية من الاتفاق الزراعي الموقع مع الاتحاد الأوروبي، لذا لجأ الضغط عبر ورقة الهجرة. من جهته، كشف موقع ”لا إنفورماثيون” الإسباني (lainformacion.com)، في مقال بعنوان ”ماذا وراء الاجتياح العارم لسياجي سبتة ومليلة؟” أن ”العلاقات المغربية الإسبانية في أحسن أحوالها، والأمن المغربي قرر أن يكون أكثر ليونة في ما يتعلق بملف مكافحة الهجرة كرد فعل على قرار محكمة لوكسمبورغ” العام الماضي. وأصدر المخزن في 6 فبرايرالجاري بياناً هدد فيه بإعادة فتح أبواب الهجرة إلى إسبانيا وجنوب أوروبا، إذا لم تلتزم دول الاتحاد بكافة مضامين الاتفاق الزراعي الموقع مع الرباط في سنة 2012. وقال البيان على الاتحاد الأوروبي ”أن يتحمل مسؤولية العواقب الاقتصادية وحركة الهجرة الفوضوية التي ستترتب” تطبيق الحكم الصادر عن محكمة العدل في لوكسمبورغ في 21 ديسمبر 2016، والقاضي بأن الاتفاق لا يشمل أراضي الصحراء الغربية كونها ليست تابعة لسيادة المغرب.