قررت زهرة منذ صغرها أن تخوض تجربة تربية النحل بالرغم من صعوبتها، فهي تتعلق بكل ما يخص الغابات والأشجار، والكل يعلم ما فيها من مخاطر وأضرار قد تصيب المرأة. آمنت بموهبتها وحبها الكبير للنحل، فخاضت التجربة وتعلّمت كل ما له علاقة بالنحل، وشيئا فشيئا المستحيل أصبح حقيقة. في هذا السياق، قالت زهرة ديميل:”أتذكر جيدا عندما بدأت مسيرتي، قال لي أبي أتحداك زهرة أن تقاومي في هذا المجال فهو صعب يا ابنتي وانت امرأة.. فردت زهرة عليه أستطيع لأني أؤمن بموهبتي واخلاصي لتربية النحل ”. أنشأت مؤسسة مصغَّرة تنتج بعض أنواع العسل، بدأت لوحدها شابة وعندما تزوجت وجدت السند أمامها فزوجها دعمها لأنه آمن بما تملك، تقول زهرة ”البداية كانت سنة 2004، شرعت في الاستثمار في تربية النحل وإنتاج العسل بمنطقة القبائل والسواحل فاستغلت الغابة والجبل وما فيه من أشجار، تقول ”أبدأ يومي بارتداء اللباس الخاص بتربية النحل وأشرع في زيارة الصناديق والاهتمام بهم يوميا وأعمل في الميدان، وأعشق كل هذه الخطوات فهي تعزز في حب العمل والنجاح..”. عراقيل هانت.. والصعوبات ذابت أمام الإرادة اعترفت زهرة، خلال حديثنا معها، أن مهنة تربية النحل متبعة بالنسبة للمرأة الا أنها تعشقها واختارتها عن قناعة منذ صغرها، فحبّها لعالم النحل دفعها إلى هذا العمل فقد جمعت خلايا النحل وأنشات صناديق خاصة بها وحققت النجاح بإنشاء خلايا نحل عبر عدة مناطق بالمتيجة ومنطقة القبائل. وبعد أن اتسع نشاطها لم تكتف زهرة بالتركيز على إنتاج العسل وإنما الاستثمار في عسل النحل بصناعة مراهم ومستحضرات أخرى من مشتقات العسل بكل أنواعه. تقول:”بدأت مشروعي بإمكانيات صغيرة لكني حققت هدفي بالإرادة والتحدي واهتمامي بتربية النحل دفعني إلى الاطّلاع على كل الحقائق العلمية المؤكدة على أن العسل شفاء، بدءاً بالقرآن الكريم، فأقصد المناطق الجبلية لإحضارها ومن النباتات التي أعتمدها أذكر الصنوبر والضرو وإكليل الجبل لإعداد بعض المراهم الموجَّهة للجانب العلاجي والجمالي مع العسل. وبعد أن نجحت التجربة من خلال النتائج الفعالة التي ظهرت على من جرّبها قررتُ أن أحصر نشاطي في استغلال العسل لإعداد هذه المراهم الطبيعية”. وأكدت زهرة أن هذا العالم لم يكن سهلا عليها، خاصة أنها تتغلل يوميا في الغابات بين الاشجار والازهار والحشائش تبحث عن ما يأكله نحلها، وهنا تواجهها عراقيل باعتبار أن الغابات لا يمكن دخولها بمفردها. وأضافت زهرة الحرائق التي اتلفت العديد من صناديق النحل”أتذكر في إحدى المرات.. شب حريق كبير بمنطقة القبائل وحاولت إنقاذ صناديق النحل لكني فشلت، وأمام هذا الوضع تدخل بعض الرجال وساعدوني، وبالرغم من هذا فقد تضرر منتوجي كثيرا”. سأنقل مشروعي للصحراء هذه السنة .. تقول زهرة إنها تطمح لتحقيق أهدافها بامتياز وطموحاتها في نقل مشروعها إلى الصحراء، وهذا ما تعتبره تحدي بامتياز، حيث أكدت أن سنة 2017 ستكون بمثابة قفزة للاستثمار في هذا المجال، لاسيما أنها تطمح لبلوغ منتوج كبير سنويا، ولما لا التصدير للخارج فهي المرأة التي لا تؤمن بالفشل وتتحدى الصعوبات ببريق أمل كبير. وقالت زهرة”أوجه الشكر الكبير لجمعيتنا الموسومة تعاونية تربية النحل لولاية الجزائر، وبالأخص عمي عبد القادر الذي ساعدني كثيرا عن طريق تنظيم المعارض ودعوتي لأشارك فيها، والتعريف بمنتوجاتنا من العسل، وأتوجه بنداء للمرأة الجزائرية التي أثبتت نفسها بجدارة في كل المجالات وأقول لها لا تفشلي.. واظبي على عملك وتحدي الصعاب، واصبري على العراقيل وحققي هدفك مهما كان الأمر”.