دعت، أمس، المنظمة الدولية غير الحكومية لحقوق الإنسان ”هيومن رايتس ووتش”، وكيل الجمهورية الجزائري، للتخلي عن ”التحقيق ”الذي تم فتحه في حق الكاتب الجزائري الشاب أنور رحماني، بخصوص فحوى روايته التي يجسد فيها الله في شخصية شاب مجنون يعتقد أنه إله. وقالت مديرة فرع الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، سارة ليا ويتسون، ”يجب على السلطات الجزائرية حماية حرية التعبير، وأخذ فورا إجراءات لإلغاء قوانين التجديف التي تشكل انتهاكاً للحق في حرية الاعتقاد”، واعتبرت سارة ليا ويتسون مديرة ”هيومن رايتس ووتش” بشمال إفريقيا والشرق الأوسط، ”ليس من حق الشرطة أن تحقق وتستجوب كتابا في ما يخص مواضيع عن اعتقاداتهم الدينية”. وأكد الروائي أنور رحماني، في حديث مع ”هيومن رايتس ووتش”، أنه قد خضع من قبل إلى تهديدات عبر الشبكة العنكبوتية ”الأنترنت” وأيضا عبر صحف جزائرية، على خلفية دفاعه عن مثليات الجنس ومثليي الجنس وثنائيي الجنس والمتحولين جنسيا بالجزائر وأيضا انتقاده لاستخدام الدين لتقييد حقوق الإنسان والدفاع عن الأقليات الدينية بالجزائر عبر مدونة”. وصرح أنور رحماني، للمنظمة الغير حكومية ”هيومن رايتس ووتش”، أن ”أعظم الكفر، هو الاعتقاد أن الله يمكنه أن يمس ويتضرر من رواية، وأن الله ضعيف يحتاج إلى شرطة لكي تدافع عليه”. وللإشارة كان الكاتب الشاب أنور رحماني قد أكد نهاية الشهر الفارط، أنه اعتقل يوم 28 فيفري بولاية تيبازة من قبل الشرطة القضائية، وهذا للتحقيق معه حول آخر رواية ألفها، والمعنونة ب”مدينة الظلال البيضاء”. وتناول الكاتب أنور رحماني في أحد محاور روايته ”مدينة الظلال البيضاء”، والذي يتراوح على 300 صفحة، حديثا بين أحد شخصيات روايته في عز الطفولة مع أحد المجانين بدون مأوى، والذي كان يعتقد إنه إله”. وحسب أنور رحماني، فقد تقدم الشاب إلى مصالح الشرطة يوم 28 فيفري الماضي، وهذا بعد تلقيه لدعوة من طرف الشرطة، وفي عين المكان، قال أنور رحماني أن العديد من رجال الشرطة قاموا بمساءلته، وأخبروه أن الأمر يتعلق بجريمة إلكترونية، وأن قانون العقوبات يعاقب كل من يمس بالدين وبالإله، وأكد الكاتب الشاب أنه لم يمس بالدين ولا بالإله. وأضاف الشاب رحماني أن العديد من الأسئلة التي وجهت له من طرف مصالح الشرطة القضائية، جاءت لتسائله عن اعتقاداته الدينية وأيضا توجهاته السياسية، بحيث طرح على رحماني أسئلة عن ديانته وهل يقوم بتأدية الصلاة وأيضا صيام رمضان والعقيدة الدينية. وكان الكاتب الروائي صاحب رواية ”مدينة الظلال البيضاء”، قد اعتبر أن استدعاءه لاستجواب بوليسي من طرف الفرقة الجنائية التابعة لمديرية الشرطة القضائية لأمن ولاية تيبازة حول فحوى الرواية التي تجسد الله في شخصية شاب مجنون يعتقد أنه إله، ”نقطة تحول خطيرة في تاريخ الثقافة في الجزائر، حين يتعرض الخيال لمحاكمة أمنية قضائية...”، وعلق أنور رحماني أن الغريب في الأمر أن ”تتحول السلطة القضائية لوسيط بين الإله وعباده وهو ما حاربه الإسلام في حد ذاته، والسخيف جدا هو أن يتحول الله لضحية في ملف قضائي يدافع عنه محامي وينتظر شفقة القاضي....”. أنور رحماني الذي سيمثل أمام المحكمة العسكرية هذا الأحد بعد اقتياده من مقر الأمن الولائي لفرقة الدرك الوطني بتهمة التهرب من أداء الخدمة الوطنية، وصف قضيته ب”الأمر الخطير والتهديد الحقيقي للإبداع في الجزائر..”.