أكدت أمس رئيسة الهلال الأحمر الجزائري وعضو مجلس حقوق الإنسان، سعيدة بن حبيلس، أن الجزائر لا تملك خلفيات سياسية في استقبال المهاجرين، تعليقا على سماح السلطات المختصة لعشرات ”الحراڤة” الأفارقة الذين رحلتهم المغرب إلى حدودها الشرقية دخول البلاد. وقالت بن حبيلس في اتصال مع ”الفجر” أنهم كناشطين في الهلال الأحمر الجزائري لا يبحثون عن جنسيات المهاجرين ونهتم بهم ليس على الحدود وحسب وإنما أينما ينتشرون في المدن في تلمسان وسوق أهراس ومعسكر ونقدم لهم مساعدات إنسانية أو أدوية أو أغذية. وكشفت رئيسة الهلال الأحمر تواجد العدد الكبير من المهاجرين في ولاية تمنراست وليس بشمال الجزائر مثلا يشاع وحسبما كشف التقرير الأخير لمستشفى تمنراست لحصيلة 2016 فإن 37 بالمائة من الخدمات والأمراض التي يعالجها كانت من نصيب المهاجرين الأفارقة ومن لم يتمكن من تلقي العلاج به ينقل إلى العاصمة وأحيانا إلى مستشفى تيزي وزو وخصوصا في حالة ما إذا كانت الأدوية باهظة الثمن مثل داء السيدا. وردا على تقارير دولية اتهمت الجزائر بالعنصرية وتعنيف المهاجرين قالت بن حبيلس أنه لو رأوا أي عمل عنصري أو سوء معالمة من طرف الجزائريين لما استمر أي مهاجر في الاستقرار بأرض الوطن. مشيرة إلى الأطراف المعادية التي تقف وراء التقارير الدولية ومواقفها من الصحراء الغربية، الربيع العربي، فلسطين وأمور داخلية تخص سيادة الدول، حيث تعرضوا للجزائريين عندما اتهموهم بالعنصرية مؤكدة وجود اعتراف دولي من منظمات دولية كالهلال الأحمر والصليب الأحمر الدولي. وسمحت السلطات الجزائرية الثلاثاء الماضي لعشرات المهاجرين بدخول أراضيها، والذين رحلهم المغرب عبر حدوده الشرقية. وقال الناشط الحقوقي والعامل في منظمة ”هاتف الإنقاذ” المغربي حسن عماري، إن هؤلاء المهاجرين قضوا عشرة أيام في المنطقة العازلة بين البلدين في ظروف إنسانية صعبة. وذكر بيان ل14 جمعية، محلية ووطنية وإقليمية، أن هؤلاء المهاجرين من الكاميرون، غينيا، ساحل العاج، ومالي إضافة إلى السينغال، كانوا اعتقلوا بين 2 و10 مارس الجاري. وأشار البيان إلى أن اقتيادهم إلى الحدود لم يخل من العنف. وأوردت هذه الجمعيات على لسان أحد المهاجرين أن هؤلاء ظلوا طوال العشرة أيام محاصرين بين حدود البلدين بدون ماء ولا طعام، وأضاف نفس المصدر أن قوات الأمن ”سلبت منه جواز السفر والنقود التي كانت بحوزته وهاتفه”.