مكن برنامج تحويل مدينة عنابة إلى معلم سياحي من إزالة مظاهر الأسواق العشوائية والفوضوية، حيث بعد تضييق الخناق على تجار الأرصفة بحي ابن خلدون، جاء دور سوق الليل بحي ”جبانة ليهود” الذي تمت عملية إزالته نهائيا من خلال جرف المحلات القصديرية، التي تم استغلال مساحاتها العقارية لأكثر من 10 سنوات كاملة. على الرغم من محاولات استرجاع نشاط التجارة الفوضوية للخضر والفواكه لغالبية تجار أحياء وسط مدينة عنابة المستفيدين السنة الفارطة من أسواق قارة، على غرار حي ”لامبيا” و”واد فرشة”، غير أن مصادرة عناصر الشرطة لبضائع هؤلاء الباعة أجبرتهم على العودة إلى خانات أسواقهم المغطاة للعمل فيها. في هذا السياق ينتظر أن يلتحق أكثر من 200 تاجر صوب الأسواق النظامية التي هيأتها لصالحهم مصالح بلدية عنابة، بعد قيام الجرافات بعملية هدم شاملة لجميع الخانات القصديرية والأكشاك الفوضوية، في محاولة للقضاء على مظاهر التخلف العمراني الذي حول وسط مدينة عنابة، إلى مساحة تجارية فوضوية بأتم المقاييس، غير أن إنجاز مشاريع عمرانية ذات قيمة سياحية كبيرة، على غرار شيراتون عنابة والمحطة البحرية وغيرها من المشاريع المنتظر تجسيدها دفع للتفكير في إزالة هذه الأسواق الفوضوية واسترجاع المساحات العقارية الممتازة التي كانت تتربع عليها، ومن خلال تقسيم التجار المعنيين إلى 3 أفواج استفاد كل فوج يعد أزيد من 70 تاجرا، من خانات بيع في السوق المغطى بحي جبانة ليهود. فيما تم توجيه الآخرين لسوق حي واد فرشة الذي تقارب الأشغال على الانتهاء به، وينتظر أن تتم عملية فرض الالتزام بمزوالة أنشطة البيع داخل هذه الخانات وعدم تحويلها إلى مخازن للخضر والفواكه، عن طريق فرض عقوبات سحب الاستفادة في حال الإخلال بهذه الالتزامات من طرف التاجر المستفيد. إن استرجاع مساحات البيع العشوائي في عنابة سيمكن من استرجاع النظام العمراني الذي عهدته عنابة سابقا، في انتظار إزالة سوق حي الحطاب الذي أضر بشكل واسع بالعمران المدني على اختلاف أنواعه سواء البنية التحتية أو حتى المجمعات السكنية المحاذية له. وفي هذا الإطار سبق أن أكد والي عنابة إزالة هذا السوق ومحطة الحافلات لاسترجاع مساحات عقارية هامة ستتم عملية استغلالها في إنجاز مشاريع أخرى تليق بالمظهر السياحي الذي تطمح له السلطات الولائية، التي أصبحت ترى في القطاع السياحي فرصة تنموية عملاقة يمكن أن تغير جذريا الواقع المعيشي للمواطنين، علما أن حي بلاص دارم مازال شوكة في حلق السلطات لم تتوصل بعد لقرار نهائي بشأنه.