قالت وكالة الصحافة الفرنسية إنها اطلعت على تقرير سري يفيد بأن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش يعتزم تقديم مقترح جديد لحل النزاع في الصحراء الغربية، مشيرة إلى أن ذلك قد يكون عن طريق تنظيم استفتاء حول مصيرها. وأوضحت الوكالة أن غوتيريش يعد في تقريره السري لمجلس الأمن ب”دينامية جديدة” و”روح جديدة” لحسم مصير آخر مستعمرة إفريقية. ويرى الأمين العام للأمم المتحدة أن الغاية من المفاوضات ستكون إيجاد ”حل سياسي مقبول من الطرفين يتضمن تسوية للخلاف على الوضع النهائي للصحراء الغربية” مع اتفاق على طبيعة وشكل ممارسة حق تقرير المصير. ويقول في التقرير إن عدم التوصل إلى حل للصراع يعود إلى أنه ”لكل طرف نظرة وقراءة مختلفتين للتاريخ وللوثائق التي تحيط بهذا النزاع”. ويوصي التقرير بتمديد مهمة بعثة الأمم لمراقبة وقف إطلاق النار في الصحراء الغربية ”مينورسو” سنة واحدة، حتى 30 أفريل 2018. وكان مبعوث المنظمة إلى الصحراء الغربية كريستوفر روس قد استقال في مطلع مارس الماضي، بعد أن بذل على مدى ثماني سنوات جهودا دبلوماسية للتوصل إلى حل لاحتلال المغرب للأراضي الصحراوية. ويذكر أن الأمين العام السابق للمنظمة الدولية بان كي مون وصف التواجد المغربي في الصحراء الغربية ب”الاحتلال” خلال العام الماضي مخيمات اللاجئين بتندوف والأراضي المحررة، ما أثار حفيظة المخزن الذي انتهز الفرصة لطرد القسم الأكبر من أفراد الطاقم المدني ”المينورسو”، قبل أن يتراجه ويقبل بعودة عددا من هؤلاء. ويبحث مجلس الأمن ملف الصحراء الغربية في جلسة يعقدها في 25 أفريل، وذلك قبل يومين من التصويت على تمديد مهمة بعثة ”المينورسو”. يذكر أن بعثة الأممالمتحدة في الصحراء (مينورسو) تأسست بقرار مجلس الأمن أفريل 1991، وفقاً لمقترحات التسوية، التي قُبلت في 30 أوت 1988 من جانب المحتل المغربي وجبهة ”البوليساريو” بعد قتال دام لأكثر من 16 سنة. وبدأت قضية الصحراء الغربية عام 1975، بعد جلاء الاحتلال الإسباني من المنطقة، وحلول الاحتلال المغربي محله ليتحول النزاع بين المغرب و”البوليساريو” من جهة، وبين هذه الأخيرة وموريتانيا من جهة ثانية إلى نزاع مسلح، استمر حتى عام 1979 مع موريتانيا، التي انسحبت من إقليم وادي الذهب، قبل أن تحتله القوات المغربية، بينما توقف مع المغرب عام 1991، بعد توقيع اتفاق لوقف إطلاق النار. ويسعى المخزن لإقناع الرأي العام العالمي بمشروعية احتلاله الصحراء الغربية، ويحاول جاهدا شراء الذمم وإقناع الدول بسحب اعترافها بالجمهورية الصحراوية. وانسحبت الرباط من الاتحاد الإفريقي سنة 1984 اثر انضمام الجمهورية الصحراوية، لكنها عاودت الانضمام مجددا إلى المنظمة الإفريقية مجددا لتجلس الند للند مع جبهة البوليساريو.