تشير الارقام إلى أن 90 بالمائة من السيدات تعانين من الشراهة تجاه الطعام.. هذه الحالة صنفها الأخصائيون من بين الاضطرابات النفسية التي تصيب بعض الأشخاص، حيث تزيد رغبة الفرد في تناول الطعام رغم عدم شعوره بالجوع. وفي هذا السياق، أوضحت الأخصائية النفسية صليحة بولكويرات أن ”الإفراط في الأكل أوما يعرف الشراهة المرضية ”البوليميا” عبارة عن اضطراب في الشهية، وهي مرض نفسي يتمثل في علاقة مرضية مع الطعام”. وأوضحت أن ”هذا الاضطراب يصيب النساء أكثر من الرجال، خاصة في فترة المراهقة. وأضافت الأخصائية النفسية في تصريح للإذاعة الجزائرية أن ”هذا الاضطراب في الأكل مرتبط بإحساس بفراغ داخلي، إذ أن الشخص يحاول ملء هذا الفراغ عن طريق الأكل، ويعود ذلك إلى اضطراب في الحالة النفسية أو العاطفية، وكذا عند المعاناة من ضغوط اجتماعية، مبرزة أن اللجوء إلى الطعام يخفف من التوتر الذي يشعر به”. في هذا الشأن، تنصح الأخصائية أنه من يلاحظ هذه الظاهرة على شخصه أن يتابع علاجا نفسيا، ويجب أن يتمتع بتوعية غذائية للوزن المثالي، مع تعليم الأشخاص عادات تغذية صحية”. وتشير جميع الدراسات التي أجريت عن الشراهة ومدى ارتباطها بالأمراض النفسية، إلى أن أعلى نسبة لحالات الشراهة كانت لدى من لم يتعدوا سن 25، وأن الأكثرية العظمى بنسبة فاقت 90 بالمائة كانت فئة الاناث، وأن حالات من الإدمان والاضطرابات النفسية الأخرى رافقت هذه الحالات، كالاكتئاب، والقلق، واضطرابات أخرى مثل الوسواس القهري ومحاولات الانتحار وغيرها. يحذر الاخصائيون من أن الشراهة في تناول الطعام تؤدي الى عواقب وخيمة ومنها الإصابة بعدد من الأمراض منها؛ أمراض القلب وارتفاع ضغط الدم والسرطان وارتفاع نسبة الكولسترول في الدم، وآلام المفاصل والعضلات وأمراض الجهاز الهضمي . ويتم علاج الشراهة حسب مسببات المرض، فإن كانت الأسباب نفسية فالذهاب إلى طبيب نفسي والمتابعة معه كفيل بالعلاج، أما في حالة الأمراض العضوية التي تسبب الشراهة فإن العلاج يكون وفق الحالة المسببة، وإن كان السبب نشاط الغدة الدرقية فيتم علاج المريض عن طريق الدواء أو الإشعاع، وبالجراحة إن استدعى الأمر من خلال استئصال جزء من الغدة الدرقية.