l تخصيص فضاءات مفتوحة لتوعية عائلات المرضى حول المرض كشفت رئيسة جمعية أمل للأمراض العقلية الناشطة بالمهجر، سدودي صورية عن نقص الأطباء والكفاءات في مجال تخصص الطب العقلي في الجزائر، مشيرة إلى هجرة 6آلاف طبيب في هذا الاختصاص في العشرية السوداء دون تعويض مناصبهم والتي لاتزال إلى حد اليوم شاغرة، في انتظار تجسيد المخطط الوطني للأمراض العقلية.
يعاني تخصص الأمراض العقلية تهميشا من طرف السلطات المعنية وفي مقدمتها وزارة الصحة التي لم تكلف نفسها عناء تخصيص برامج تنموية وكذا استراتيجية للنهوض بهذا التخصص، الذي لايزال يعرف ركودا كبيرا وفي جميع المجالات، بالرغم من أنه مرض حساس ويتطلب عناية من نوع خاص، كونه يمس منطقة حساسة من جسم الانسان، ألا وهو الدماغ، غير أن الواقع يعكس ذلك، فالوالج إلى بعض المراكز الاستشفائية يلاحظ فراغ رهيب في عدد الأطباء المختصين في هذا المجال، ناهيك عن انعدام بعض وسائل العلاج الحديثة، الأمر الذي فسّره البعض إلى هجرة الأطباء في العشرية السوداء، ففي ظل تضارب الأرقام بشأن عدد الأطباء الجزائريين الذين هجروا البلاد، خلال السنوات الأخيرة نلاحظ نزيف عدد كبير من الكوادر بسبب الهجرة وفي تخصصات مختلفة، بحثا عن ظروف اجتماعية ومهنية وأكاديمية أفضل. وحسب تقرير لمجلس عمادة أطباء فرنسا، فإن عدد الأطباء الجزائريين الموجودين بفرنسا يمثلون نسبة 25بالمائة من مجموع الكفاءات الطبية الأجنبية العاملة بهذا البلد، بتعداد قارب 5905 أطباء في مختلف التخصصات، أين بيّن التقرير ذاته أن نحو 27.7بالمائة من هؤلاء تخرجوا في المعاهد الطبية الجزائرية، بينما حصل 71.7بالمائة منهم على شهاداتهم من الجامعات الفرنسية، في الوقت الذي أكدت فيه تقارير جزائرية أن الأزمة الأمنية التي عرفتها البلاد، خلال فترة التسعينيات كانت السبب الأكبر لهجرة هؤلاء، ليأتي عكس ذلك، أي أن نسبة المهاجرين خلال تلك الفترة لم تتجاوز 14 بالمائة. وفي هذا السياق، أكدت رئيسة جمعية أمل للأمراض العقلية الناشطة بالمهجر، سدودي صورية عن نقص الأطباء والكفاءات في مجال تخصص الطب العقلي في الجزائر، مشيرة إلى هجرة 6آلاف طبيب في هذا الاختصاص في العشرية السوداء دون تعويض مناصبهم والتي لاتزال إلى حد اليوم شاغرة، في انتظار تجسيد المخطط الوطني للأمراض العقلية الذي يبقى قيد الانجاز، ناهيك عن غياب فريق شبه الطبي الذي يعّد من أهم العناصر الصحية التي يحتاجها هذا التخصص، كونه يتطلب شخص كفئ للتعامل مع هذه الشريحة. كما نوهت رئيسة جمعية أمل للأمراض العقلية الناشطة بالمهجر إلى أهمية الدور النفسي الذي يحتاجه مثل هذا النوع من التخصص، مشيرة إلى أنه سيتم استحداث مناصب ذات صلة بالطب النفسي والاجتماعي لمرافقة هؤلاء المرضى في جميع مراحل حياتهم ، عن طريق التدريب والتكوين، بالإضافة إلى عدة مشاريع بالشراكة مع عدة فيدراليات وجمعيات ناشطة في هذا المجال، ناهيك عن تخصيص فضاءات مفتوحة لتوعية العائلات حول هذا المرض وطريقة التعامل معه، من أجل الحصول على علاج ناجع.