أقرّت كوندوليزا رايس، مستشارة الأمن القومي الأمريكي في عهد الرئيس الأسبق جورج دبليو بوش، بأنّ ”السبب الحقيقي وراء اتخاذ الإدارة الأمريكية قرارا بغزو العراق عام 2003، لم يكن بتاتا لإقرار الديمقراطية بدولة الشرق أوسطيّة المحوريّة وإنما لإزاحة الرئيس العراقي، صدام حسين عن السلطة”، مضيفة أنّ ”الحركات الشعبويّة. بدأت في الظهور في الولاياتالمتحدةالأمريكية وأوروبا الغربية، خلال العامين الماضيين، ليست إلّا تعبيرات احتجاجية، من قبل ملايين الناس، ضدّ النخب الحاكمة، الّذين تجاهلوا مخاوفهم بشأن قضايا مثل التجارة الحرة والهجرة غير المحدودة”. وقالت رايس، في تصريح صحافي، خلال ندوة استضافها معهد بروكينجز الأمريكي، يوم الخميس: ”ذهبنا إلى العراق بسبب مشكلة أمنيّة بحتة، تتعلّق بوجود صدام حسين في الحكم ولم يكن أبداً في خطط الرئيس بوش وقتذاك، استخدام القوة العسكرية من أجل جلب الديمقراطية لا في العراق في 2003، ولا في أفغانستان في 2001”. لافتة إلى أنّ بلادها لم تحارب أدولف هتلر في الحرب العالمية الثانية لإحلال الديمقراطية في ألمانيا. وأكّدت رايس إلى أنّ واشنطن اتخذت قرار اجتياح العراق مع حلفائها وهي تعلم أنها لن تجلب الديمقراطية للعراق. وكانت الدوائر السياسية والعسكرية والإعلامية الأمريكية والدول المشاركة مع واشنطن في غزو العراق أكّدت عندما كانت بصدد الغزو قبل 2003 أن الهدف هو القضاء على ما وصفوها ب”ديكتاتورية” صدام حسين للشعب العراقي و”قمعه” له، فضلا عن كونه يشكل تهديدا للأمن والسلم الدوليين بامتلاكه أسلحة الدمار الشامل. وبدأ الغزو الأمريكي للعراق شهر مارس عام 2003، واقتحمت الدبابات الأمريكيةبغداد، وأسقطت تماثيل صدام حسين. وساهمت عدم الثقة بين الجيش العراقي السابق والحرس الجمهوري والحرس الخاص من جهة والخيانة من جهة أخرى في سقوط بغداد. وكان مبرر اجتياح العراق مبنيا على أساس وثيقة سرية مكونة من 93 صفحة والتي ادعت في مضمونها ”معلومات محددة” عن صدام حسين وأسلحة الدمار الشامل التي كان بصدد إعدادها. وبعد رفع السرية عن تلك الوثيقة تبين أن كل الادعاءات التي روّجت لها واشنطن وحلفاؤها كانت حججا وذرائع زائفة، كما كشفت أنه لم تكن هناك أي علاقات عملية بين نظام صدام حسين وتنظيم القاعدة الذي كان يقوده أسامة بن لادن، إضافة إلى عدم وجود أي برامج لأسلحة الدمار الشامل. وكشف التقرير أن الولاياتالمتحدةالأمريكية تورطت في صراع دام 8 سنوات انتهى بتدمير البلاد، وأنّ مجتمع المخابرات والوكالة الأمريكية للطاقة لم تعتقد أن صدام يجري تجارب أو بنفذ برامج لأسلحة الدمار الشامل، فيما كان يطور فقط محركات الصواريخ. وتشير الأرقام إلى أنّ هناك 4 آلاف جندي أمريكي قتلوا في العراق وإلى عشرات الآلاف من الجرحى والمعاقين. وكلفت الحرب الولاياتالمتحدة ودافعي الضرائب أكثر من 800 مليار دولار. وقال جهاز الرقابة العراقي إنّ أكثر من 200 ألف مدني عراقي قد قتلوا خلال الغزو، فيما تشير مصادر أخرى إلى ضعف العدد.