صدر، مؤخرا، عن المجلس الأعلى للّغة العربية كتاب ”دور جمعية العلماء المسلمين الجزائريين في الحفاظ على اللّغة العربية وأثره في الهوية اللّغوية”، يُشكّل الكتاب الذي جاء في جزءين، إضافةً قيّمة إلى المكتبة العربية، بالنظر إلى ما يضمُّه من بحوث ودراسات لعدد من الأساتذة المهتمّين بتراث الجمعية. واستعرض نذير طيار من جامعة قسنطينة، جوانب من سياسة الاستئصال اللّغوي بالجزائر في الوثائق الرسمية والخطابات السياسية الفرنسية من خلال كتاب ”السياسة الثقافية الفرنسية بالجزائر.. أهدافها وحدودها (1830-1962)” لمؤلفه كميل ريسلير. وأمام الهجمة الفرنسية الشرسة التي استهدفت اللّغة العربية، يُقدّم باحثون جامعيون في هذا الكتاب، مجموعة من وجهات النظر حول ما قدّمته جمعية العلماء المسلمين من خلال مشروعها الإصلاحي بهدف الحفاظ على الحرف العربي وربط الجزائريين به. وتحت عنوان ”نماذج من استعمال العربية عند أعضاء الجمعية.. البشير الإبراهيمي نموذجا” يُقدّم فاتح مرزوق من جامعة مولود معمري، صورة عن فصاحة اللّسان وقوة البيان التي كان يتمتّع بهما الشيخ البشير الإبراهيمي، وكيف شكّل رفقةَ أقطاب جمعية العلماء الحصنَ المنيع الذي كان يدافع عن اللُّغة العربية من خلال إيمانه القوي بالمواطنة اللُّغوية كونها هوية المجتمع وركيزته. وهذا ما شكّل المذهب نفسه للباحثة سامية محيوت حين تناولت في بحث حمل عنوان ”نماذج من استخدام اللُّغة العربية عند أعضاء جمعية العلماء المسلمين.. الطيب العقبي ومحمد العيد آل خليفة أنموذجين”، ولا تقلُّ البحوث التي تضمّنها الجزء الثاني من هذا الكتاب أهمية عن تلك التي تناولها الجزء الأول، حيث تناول الباحث بوعلام بوعامر ”البعد اللُّغوي في فكر جمعية العلماء المسلمين.. الرؤية والتأصيل”، في حين تساءل أسعد السحمراني ”لماذا اعتنت جمعية العلماء بالعربية؟” مقدّما قراءة من مرجعية الشيخين عبد الحميد بن باديس والبشير الإبراهيمي. ومن الدراسات التي تتوخّى الإصلاح التربوي، واحدة قدّمتها نزهة خلفاوي تحت عنوان ”استثمار جهود البشير الإبراهيمي اللّغوية في المنظومة التربوية بين الواقع والمأمول”، وهي تهدف إلى مناقشة واقع استثمار نصوص البشير الإبراهيمي في المنظومة التربوية، وما يمكن أن تتركه من أثر في ترسيخ الهوية لدى الجيل الناشئ.