شنّت وسائل إعلامية سعودية وإماراتية هجوما لاذعا على قطر وأميرها، على خلفية تصريحات منسوبة للشيخ تميم بن حمد آل ثاني، حول دور حركات سياسية في المنطقة، وهي التصريحات التي نفتها دولة قطر رسميا، وأعلنت عن اختراق: ”موقع وكالة الأنباء القطرية من قبل جهة غير معروفة. وكانت وكالة الأنباء القطرية أفادت أنّ قطر سحبت سفراءها من خمس دول عربية هي مصر، السعودية، البحرين، الامارات والكويت، لتعود بعدها وتفيد بأن موقعها تعرض للقرصنة، مطالبة وسائل الإعلام بعدم التعامل مع التصريحات المنسوبة للأمير، وأكد مسؤول الإعلام الخارجي القطري أن تلك التصريحات عارية تماما عن الصحة. ومن جانبه قال وزير الخارجية القطري، محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، إنه: ”لم يقل سحب أو طرد السفراء وإن تصريحه أخرج من سياقه”. وأطلقت قناتي ”العربية” وقناة ”سكاي نيوز” المملوكتين للسعودية والإمارات على التوالي، حملة شعواء ضد قطر استخدمت فيها عبارات غير مسبوقة في القنوات الخليجية. واستضافت القنوات الإماراتية والسعودية خبراء من مصر وبعض دول الخليج العربية، لتحليل التصريحات المنسوبة لأمير قطر غير مبالية بنفي قطر الرسمي لها. وقالت العربية على موقعها الإلكتروني: ”يبدو أن السحر انقلب على الساحر من جديد في قطر، التي شنت حملات في الخفاء وفي العلن تلو الحملات على دول عدة، وأكثر الضحايا جيرانها. وسخرت إمكاناتها لسنوات طويلة لتكون صوتاً للجماعات المتشددة، ومن بينها تنظيم القاعدة، فكانت تنقل رسائلها بما فيها المشفرة إلى العالم، بالإضافة إلى إسهامها في خلط الأوراق في المنطقة، إثر الثورات قبل ستة أعوام، فوقفت إلى جانب جماعات متشددة وأخرى ذات ارتباطات بتنظيمات إسلامية مسلحة مساندة جماعة الإخوان المسلمين في الوصول إلى السلطة في كل من تونس وليبيا ومصر. لافتة إلى أن الاتهامات التي تحدث عنها الأمير في ربط قطر بالإرهاب لم تصدر مرة عن أشقائها، بل جاءت ممن تعتبرهم قطر حلفاء لها في كل من بريطانيا والولايات المتحدةالأمريكية. وفي مصر، عملت قطر على دعم خطاب الجماعات المسلحة، واحتضنت عشرات المطلوبين والمحاكمين في قضايا الإرهاب”. واتهم صحفي قطري بارز، هو جابر الحرمي، وسائل إعلامية (لم يسمّها) بالدعارة الإعلامية والعهر، حسب قوله، مستغربا من وصول التصريحات المكذوبة لقناتي ”العربية” و”سكاي نيوز” مع وقت بثها مباشرة. السعودية والإمارات تحجبان قناة ”الجزيرة” وكافة وسائل الإعلام القطرية وحجبت المملكة السعودية والإمارات، يوم أمس، موقع قناة ”الجزيرة” وعددا من الصحف القطرية. وقالت قناة ”الجزيرة” عبر موقعها الرسمي، إن هيئة تنظيم الاتصالات في دولة الإمارات حظرت الدخول إلى موقع القناة الإلكتروني. ونقل موقع صحيفة ”سبق” السعودية أنّ ”الجهات المختصة في السعودية بدأت بحجب كل الصحف القطرية وموقع قناة ”الجزيرة”، إذ سيتم الحجب الكلي على جميع المستخدمين خلال الساعات القادمة”. وقالت الصحيفة أن ”قائمة الحجب تشمل: الجزيرة نت، والجزيرة الوثائقية، والإنجليزية، ووكالة الأنباء القطرية، وصحف: الوطن، والراية، والعرب، والشرق”. ونشر ناشطون سعوديون صباح أمس على مواقع التواصل الاجتماعي صورا تظهر رسالة حجب للمستخدمين لدى محاولة ولوج موقع القناة. وكانت وكالة الأنباء القطرية ”قنا” قد نسبت تصريحات لأمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، خلال حفل تخرّج الدفعة الثامنة من مجندي الخدمة الوطنية في قطر، تداولها عدد من وسائل الإعلام، عن سياسات دول إقليمية، وعن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب. وتضمنت التصريحات تأكيد أمير قطرأنّ ”الحملة الظالمة التي تتعرض لها بلاده تزامنا وزيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى المنطقة، والتي تستهدف ربطها بالإرهاب، وتشويه جهودها الرامية إلى تحقيق الاستقرار معروفة الأسباب والدوافع، وأنّ قطر ستلاحق القائمين عليها من دول ومنظمات؛ حماية لدورها الرائد إقليمياً ودولياً، وبما يحفظ كرامتها وكرامة شعبها”. وشدّد بن حمد في التصريحات التي نسبت إليه: ”نستنكر اتهامنا بدعم الإرهاب رغم جهودنا المتواصلة مع أشقائنا ومشاركتنا في التحالف الدولي ضد داعش”، لافتا إلى أنّ: ”الخطر الحقيقي هو سلوك بعض الحكومات التي سببت الإرهاب بتبنيها لنسخة متطرفة من الإسلام لا تمثل حقيقته السمحة، ولم تستطع مواجهته سوى بإصدار تصنيفات تجرم كل نشاط عادل”. مضيفا أنّه: ”لا يحق لأحد أن يتهمنا بالإرهاب لأنه صنف الإخوان المسلمين جماعة إرهابية، أو رفض دور المقاومة عند حماس وحزب الله”، داعياً حكومات مصر، والإمارات، والبحرين إلى مراجعة موقفهم المعادي لقطر، ووقف الحملات والاتهامات المغرضة ضدها. وأكّد بن حمد أنّ ”علاقة بلاده جيدة مع إسرائيل”، مشيراً إلى أن ”حركة حماس الممثل الشرعي لفلسطين” وبشأن علاقات قطر بواشنطن قال بن حمد إنّها قوية ومتينة رغم التوجهات غير الإيجابية للإدارة الأميركية الحالية، مع ثقته أن الوضع القائم لن يستمر بسبب التحقيقات العدلية تجاه مخالفات وتجاوزات الرئيس الأمريكي، مشيراً إلى أن قاعدة العديد مع أنها تمثل حصانة لقطر من أطماع بعض الدول المجاورة، إلا أنها هي الفرصة الوحيدة لأمريكا لامتلاك النفوذ العسكري بالمنطقة، في تشابك للمصالح يفوق قدرة أي إدارة على تغييره. وعن القمة العربية الإسلامية الأمريكية التي عقدت مؤخرا بالرياض، دعا الشيخ تميم إلى العمل الجاد المتوازن بعيداً عن العواطف، وسوء تقدير الأمور، وشدد الأمير على أن بلاده نجحت في بناء علاقات قوية مع أمريكاوإيران في وقت واحد؛ نظراً لما تمثله إيران من ثقل إقليمي وإسلامي لا يمكن تجاهله، وليس من الحكمة التصعيد معها، خاصة أنها قوة كبرى تضمن الاستقرار في المنطقة عند التعاون معها، من أجل استقرار الدول المجاورة. ودعا الأمير تميم إلى الاهتمام بالتنمية ومعالجة الفقر، بدلاً من المبالغة في صفقات الأسلحة، التي تزيد من التوتر في المنطقة، لأنّ نماء واستقرار الدول لن يتحقق بذلك. يذكر أن خبر وكالة الأنباء القطرية، والذي تم نشره بعد نحو ساعة من حفل التخريج لم يتضمن أي تصريحات للشيخ تميم بن حمد آل ثاني.