سطر رئيس المجلس الشعبي الوطني سعيد بوحجة، بعد انتخابه، برنامجا خاصا بدءا بلقاء مع ممثلي الكتل البرلمانية والتشكيلات السياسية المتواجدة بالبرلمان، من أجل الإسراع في عملية تنصيب هياكل المجلس الشعبي الوطني للشروع للانطلاق في العهدة النيابية الثامنة للمجلس. وستكون عملية تنصيب مكتب المجلس الشعبي الوطني، هي الانطلاقة الأولى في عملية تنصيب الهياكل النيابية، لتليها عملية تنصيب اللجان، من رؤساء ونواب الرئيس ومقررين، وسيتم ذلك في أقرب وقت مثلما صرح به رئيس المجلس الشعبي الوطني سعيد بوحجة بعد انتخابه مباشرة. وكشف بوحجة أنه بهدف ”الإسراع” في تنصيب أجهزة المجلس من مكتب ولجان دائمة ”سيقوم بالمشاورات الضرورية مع ممثلي المجموعات البرلمانية لضبط رزنامة أشغال المجلس خلال الأيام المقبلة”. وتستعد العديد من التشكيلات السياسية لممارسة حقها التشريعي، خاصة وأن العديد من النواب سجلوا انشغالات المواطنين وتلقوا رسائل وانشغالات خلال الحملة الانتخابية التي قاموا بها مؤخرا. هذا وقد انتخب السعيد بوحجة مثلما كان متوقعا بالأغلبية الساحقة لرئاسة المجلس الشعبي الوطني للعهدة البرلمانية الثامنة، بعد تزكيته من قبل 356 صوت من مجموع 462 صوت يمثلون نواب الأفالان، الأرندي، تاج، الجبهة الشعبية وجبهة المستقبل والأحرار، مع مشاركة المعارضة بمرشحيها بمنطق عدم ترك المجال فارغا للموالاة. عملية انتخاب نائب الأفالان، سعيد بوحجة، لرئاسة المجلس الشعبي الوطني، بالأغلبية الساحقة، تمت بالاقتراع السري، وعكست التمثيل الواسع الذي تمثله الموالاة داخل قبة البرلمان، كما أنها كرست فكرة عدم ”ترك المعارضة المجال فارغا أمام المولاة، حتى وإن كان الأمر محسوما في انتخابات الرئاسة الخاصة بالمجلس الشعبي الوطني”، حيث قال في هذا الشأن، ممثلون عن الأحزاب التي شاركت بمرشحيها وهي حمس، العدالة والبناء والنهضة والأرسيدي، في تصريحات متطابقة، إن تقديمها لمرشحيها مبني على فكرة ممارسة الحق البرلماني كاملا دون التنازل عن أي فرصة لإسماع الصوت للشعب والتعبير عن المشاركة بفعالية في المؤسسة التشريعية. ومقابل هذا دخل حزب جبهة القوى الاشتراكية على خط المعارضة الصامتة منذ أول جلسة، حيث قرر عدم المشاركة مثلما أكده لنا ممثل نواب الأفافاس شافع بوعيش، بالانسحاب وعدم التصويت لأي مترشح كان من المعارضة أو من الموالاة، مشيرا إلى أن مهمتهم في البرلمان ليست انتخاب رئيسه وإنما ممارسة العهدة التشريعية والدفاع عن برنامج الحزب وانشغالات المواطنين. وقال بوحجة في كلمة له عقب إعلان فوزه في انتخابات رئاسة المجلس الشعبي الوطني التي ترشح لها أربعة نواب ”ونحن نضطلع بهذه المهمة الوطنية علينا جميعا التمسك بفضائل الحوار والنقاش الديمقراطي لإثراء المنظومة التشريعية في جو من الثقة القائمة على حسن الاستماع إلى الرأي والرأي الآخر، والتواصل بأسلوب حضاري”. وتعهد في هذا الإطار بأنه سيكون ”متفتحا على كل الآراء والاقتراحات الكفيلة بتحسين أداء المجلس مع مراعاة أحكام الدستور والقانون الناظم للعلاقات بين غرفتي البرلمان والحكومة” من أجل ”تحقيق التكامل والانسجام”. وذكر بوحجة في الأخير، بالمسؤولية الملقاة على عاتق النواب في العهدة الحالية، التي تتزامن والتعقيدات التي تشهدها المنطقة والاضطرابات الأمنية والاقتصادية المتسارعة.