مازالت الأشغال متوقفة بملاحق بالجسر العملاق على مستوى مقطع النفق الرابط حي الزيادية بقسنطينة، وهو ما تسبب في تأجيل استلام المشروع المتأخر منذ سنة ونيف. حسب ما علمناه فإن السبب الرئيسي يكمن في إصرار الشركة البرازيلية التي أنجزت الجسر بملحق مالي إضافي، في وقت ترفض مديرية الأشغال العمومية المساومات وطالبت بضرورة استئناف الأشغال. وغابت من موقع الورشة على مستوى نفقي حي الزيادية الآليات والعمال، إلا من عدد قليل جدا لا يتجاوز عدد أصابع اليد الواحدة، حيث ذكر مصدر مسؤول من مديرية الأشغال العمومية أن الشركة البرازيلية المكلفة بالدراسة والإنجاز، مازلت متعنتة في موقفها وتلح على الإستفادة من ملحق مالي إضافي ذكرت مصادرنا بأن تكلفته المالية تقدر بالملايير، مقابل إنجاز أشغال ثلاثة جدران دعم بثلاثة مواقع لتأمين المنشأة، ووقف الإنزلاقات المسجلة وكذا التسربات المائية التي من شأنها أن تتسبب في أضرار كبيرة للنفق على مستوى مدخل حي الزيادية، حسب قوله. وتابع محدثنا بأن السؤال الذي يجب أن يطرح هنا: من هي الجهة التي أعدت الدراسة منذ بداية المشروع وما مدى تحمّلها لمسؤولية ما حدث من اختلالات وعراقيل أدت إلى تأخر المشروع؟، مشيرا إلى أن مصالح الأشغال العمومية طالبت المؤسسة باستئناف الأشغال وتسليم المشروع بالموازاة مع دارسة الأسعار المقترحة والفصل فيها، لكنها - كما قال - رفضت جميع الحلول الودية متخذة نهج سياسية لي الذراع. ولا يعد هذا الإجراء الذي اتخذته الشركة البرازيلية غوتيريز الأول من نوعه، فقد شلت المشروع في سنة 2015 لأزيد من 05 أشهر بسبب خلاف مالي حول إعادة هيكلة الكلفة، كما تحججت بعدم تسوية عديد الملاحق والوضعيات المالية، قبل أن تتدخل السلطات وتلبي جميع مطالب الشركة، فيما قدم مسؤول المشروع للوالي السابق في زيارة رسمية آجالا بتسليم جميع المقاطع والملاحق قبل شهر جوان من السنة الماضية، وهو لم يتحقق على الرغم من مرور قرابة السنة على الموعد السابق. وتؤكد مصادرنا أن النفق لن يفتح إلا بعد إنجاز جدار الدعم على مستوى المنطقة الرابطة بين النفق وحي كاستور، أين توجد انزلاقات تهدد كامل المنشأة، والتي كانت سببا في توقف الأشغال لعدة أشهر، ليتم بعدها اللجوء إلى مكتب دراسات لإنجاز خبرة بهدف إيجاد حلول نهائية لوقف الإنزلاقات، التي يُعد من بين أسبابها وجود تسربات مائية من الخزانات المائية الواقعة أعلى الهضبة، حيث حذر مدير الموارد المائية السابق من تواصل خطر الإنزلاقات التي تسببت فيها أشغال الجسر العملاق ببعض مناطق المدينة، خاصة الطريق الغابي و المنصورة، حيث قال إنها ألحقت أضرارا كبيرة بخمسة خزانات مائية وتهدد 5 أخرى، ما قد يحرم 30 ألف ساكن و مستشفيات المدينة من التزود بالمياه. وفي ظل إصرار الشركة البرازيلية على الأستاذة من الأموال ورفض مديرية الأشغال العمومية الطريقة المتبعة من قبل الشركة المذكورة، تبقى أشغال ملاحق الجسر العملاق متوقفة ولا يستبعد أن يتأزم الصراع أكثر في ظل الأوضاع المالية الصعبة الراهنة.