يعاني سكان مجمعات ريفية ببلدية حامة بوزيان متاعب أعادتهم إلى حياة البدائيين، فبعد أن فرحوا باستفادتهم من سكنات ريفية سنة 2011 وجدوا أنفسهم بعد ست سنوات من إنهاء الأشغال بلا ماء ولا كهرباء ولا غاز ولا قنوات للصرف الصحي. أكد ممثل عنهم أمس ل”الفجر”، أنهم صاروا لا يثقون بتاتا في أقوال مسؤولي البلدية ومديرية التعمير، موضحا في سياق حديثه أنه مل وبعض السكان من التوجه مرارا صوب مقر البلدية لمقابلة المير ومعاونيه، والأكثر باتجاه حي الكدية بمدينة قسنطينة لطرح الانشغال على مدير التعمير. اعتبر محدثنا أن الوضع في الحي الذي يقطنون به، والمكون من حوالي 40 سكنا ريفيا، أصبح لا يحتمل، مشيرا إلى أن مشاكلهم تتضاعف عند هطول الأمطار في فصل الشتاء بسبب انعدام شبكات التطهير، كما ذكروا أنهم يستعينون في الوقت الحالي بالآبار والصهاريج التي يملؤونها بشكل دوري، رغم تخوفهم من مخاطر الأمراض التي قد تسببها على صحتهم وصحة أبنائهم، حسب تأكيدهم. في حين تم جلب الكهرباء بأسلاك فوضوية من التحصيص المحاذي تبوب ويستعملون غاز البوتان. أما الكارثة الكبرى فتكمن في انعدام قنوات تصريف المياه القذرة، وهو ما حتم على المقيمين إنجاز حفر أغلبها امتلأت اليوم كما لاحظناه في عين المكان، ما جعل المياه تملأ الحي وسط حالة من القذارة والأوساخ المهددة لصحة المقيمين. ولم يخف ممثل الحي أنه تم تسجيل حالات مرض لعدة أطفال من السكان، كما سقط منذ أيام قليلة أحد السكان من أعلى المسكن وهو يحاول وضع خزان مائي بعد أن اتفق مع صاحب شاحنة لبيع الماء بملئه له كل أسبوع مقابل 1500 دج، وقد تم نقله إلى المستشفى ومنحه راحة ب 3 أشهر كاملة بالنظر لخطورة الكسور. الوضع سيان بتجمع شعبة زقرور العربي ”شعبة المذبوح”، أين يقيم حوالي 30 مستفيدا في ظروف مماثلة وصعبة للغاية، مع انعدام كلي للشبكات. وقد أكد ممثل السكان أنه ينسق دوما مع ممثلي حي الجلولية وقدموا مرارا شكاوى مشتركة للمسؤولين على مستوى البلدية ومديرية التعمير، إلا أن كل وعودهم كاذبة، كما قال. وذكر منتخبون من البلدية أنه تم إعداد بطاقات تقنية ودراسات لتسجيل مشاريع، لكن تراجع المداخيل المالية للبلدية حال دون تجسيدها، فضلا عن تجميد العديد منها لدى مديرية التعمير لذات المشكلة.