كشف البروفيسور بن شريف محمد أمين، رئيس مصلحة الأمراض العقلية بفرانز فانون، عن دخول تقنية العلاج المعرفي حيز التطبيق في مصالح الأمراض العقلية بالمؤسسات الاستشفائية، مشيرا إلى أن هذا العلاج الحديث أثبت نجاعته في العديد من البلدان المتقدمة، باعتباره علاجا تكميليا بعيدا عن الأدوية، في الوقت الذي أكدت البروفيسور مادوي حبوب فاطمة الزهراء، رئيس مصلحة الأمراض العقلية بقسنطينة، أن 80 بالمائة من المرضى المصابين بانفصام الشخصية يجهلون التعبير عن مشاكلهم والتعامل مع حياتهم اليومية. أكد البروفيسور بن شريف محمد أمين، رئيس مصلحة الأمراض العقلية بفرانز فانون، على هامش الدورة التكوينية الثانية التي أطرها أطباء فرنسيون بالتنسيق مع مخبر روماد فارما، أن العلاج المعرفي أصبح أكثر من ضرورة للقضاء على بعض الأعراض المصاحبة لمرض انفصام الشخصية، والذي يعد من أعقد الأمراض العقلية على الإطلاق في الجزائر، مشيرا إلى أن هذا المرض الذي لا يتجاوز 1 بالمائة لابد من التخلص على الطرق التقليدية لعلاجه. وفي السياق، أضاف البروفيسور بن شريف احمد أن هذه الدورة التكوينية الثانية من نوعها، والتي جمعت أخصائيين من مختلف المصالح العقلية في الوطن من شأنها تطوير علاج هذا الداء، وبالأخص تأهيل وإدماج هؤلاء المرضى في المجتمع، والتي وجهت لفائدة المختصين في الطب العقلي والمختصين النفسانيين الجزائريين، حيث تهدف إلى الإدماج الاجتماعي لمرضى انفصام الشخصية بمصالح الطب العقلي وكذا استعادة الوظائف المعرفية العاجزة ”الذاكرة، الانتباه، الوظائف الحركية المعرفة الاجتماعية وما وراء المعرفة”. كما تم التطرق في هذا الخصوص إلى السلوكات المشتركة على آداءات الشخص والبيئة من قبل خبير فرنسي، والذي يندرج ضمن التكوين الطبي المتواصل. من جهتها، أشارت البروفيسور مادوي حبوب فاطمة الزهراء، رئيس مصلحة الأمراض العقلية بقسنطينة، أن 80 بالمائة من المرضى المصابين بانفصام الشخصية يجهلون التعبير عن مشاكلهم والتعامل مع حياتهم اليومية، مضيفة أن هذا العلاج الذي يعتمد على الطريقة النفسية وتعليمهم كيفية حل مشاكلهم. وأوضح البروفيسور بورضوان بمصلحة فرانس فانون، أن انفصام الشخصية يرجع لأسباب بيولوجية ووراثية وبأعراض نفسية، مشيرا أن علاج هذا المرض كان مقتصرا في السابق على دراسة الأعراض السلبية والايجابية ووضع معايير لقياس مدى تفاعل المرض المصابين مع العلاج، غير أن تقنية العلاج المعرفي تهدف الى تكون الاطباء في المجال، وكذا تعليم وتأهيل المرضى عن طريق تخصيص حصص للمعالجة وتتبعهم خطوة بخطوة، الأمر الذي أثبت نجاعته في بعض المصحات، قائلا ”إن الاعتماد على الأدوية فقط ليس حلا، ولابد من إيجاد سبل لعلاج مرضى انفصام الشخصية وتعويدهم على الاعتماد على نفسهم والعيش مثلهم مثل أي مصاب بمرض مزمن”.