يعاني أكثر من 400 ألف جزائري انفصاما في الشخصية وهو مشكل صحي لا يزال يعتبر من "الطابوهات" التي يتفادى أصحابها الحديث عنها وإعلانها، حيث تبقى الإحصائيات الحقيقة أكبر من هذه النسبة بكثير. مرض انفصام الشخصية يظهر بشكل كبير لدى الرجال، في حين يتأخر ظهوره قليلا لدى النساء، حسب ما أكده فريد كاشة رئيس الجمعية الجزائرية للطب العقلي. وحسب كاشة، فإن العديد من الحالات المسجلة تلامس سنّا صغيرة جدا تصل أحيانا إلى العشرين عاما. وهذا مؤشر خطير على تطور المرض، حسب ما يؤكده المختصون في الطب العقلي، يجب عدم تجاهله والمسارعة إلى احتوائه وعلاجه وعدم الخجل من الإفصاح عنه لما هنالك من حلول وعلاجات متقدمة وفعالة. ويعرف انفصام الشخصية على أنه انفصام يحدث من خلال تفكك الشخصية وفقدان الاتصال مع الواقع، وهو المرض العقلي المزمن الأكثر انتشارا. من جانبه رئيس الجمعية الجزائرية للطب العقلي أكّد أن الطب حقق تطورا ملحوظا في مجال التكفل بالمرض عند اكتشافه، مضيفا أن التكفل عادة يمتد لفترة طويلة، غير أن المتابعة العلاجية تساعد المريض على حياة اجتماعية عادية، يجب أيضا أن ترافق أيضا بمتابعة بسيكولوجية. أما البروفيسور شارل بيريتي مختص في الطب العقلي بمستشفى "سانت أونطوان" بباريس فتطرق الى مسألة انتكاس المريض التي راى ان تفاديها يتطلب إدماج المرضى في "مجموعات الحديث" والعلاج ضمن مجموعات وإشراك عائلة المريض أيضا. ويتعلق الأمر، حسب المحاضر الفرنسي، بخطوة إضافية من أجل تحسين فرص الشفاء والتكفل. توقيف العلاج الكلاسيكي الذي ترافقه عادة أعراض جانبية "التخدير وضعف الإدراك، وزيادة الوزن، ورعاش، زيادة البرولاكتين واضطرابات هرمونية أخرى هي أيضا أسباب للانتكاس وهو ما يفسر التوجه الحالي لوصف علاج "آبيليفاي" الذي يحوز آثارا جانبية أقل ويقد راحة اكبر للمريض، يقول البروفيسور بيريتي من جهته الدكتور آيت سعيد المدير العام لشركة "عبدي ابراهيم روماد فارما" أعلن عن الإنتاج المحلي لهذا الدواء في بلادنا مع حلول شهر جويلية 2016 وسيكون أول دواء ضمن مجموعة أدوية محلية موجهة لعلاج هذا المرض. للتذكير فإن مختلف الأدوية التي يعتمد عليها الاطباء في علاج المرض مستوردة، ما يجعل عملية تصنيعها في بلادنا بشرى خير لهؤلاء المرضى وإضافة للإقتصاد الوطني الذي يسعى للتخلص من التبعية في مجال الدواء.