ناشد نصر الدين محيي الدين، أستاذ مساعد في الرقص الكلاسيكي بالباليه الوطني، وزير الثقافة عز الدين ميهوبي، من أجل التدخل لرفع الظلم الذي تعرض له بعد طرده بصورة تعسفية من منصب عمله الذي ظل يشغله منذ 28 سنة خلت. كما طالب السيد محيي الدين وزير الثقافة بإعادة إدماجه في منصب عمله مع دفع كامل مستحقاته التي يتمتع بها بصورة قانونية منذ تاريخ توقيفه عن العمل، خاصة وأنّه، مثلما يؤكد، قدّم الكثير للميدان الفني في الجزائر. وفي تفاصيل القضية، مثلما جاءت على لسان الضحية الذي زار مقر ”الفجر” لعرض مشكلته، أنّه كان يزاول عمله بصورة عادية إلى غاية أواخر سنة 2013، وهو تاريخ مجيء المديرة الجديدة للباليه الوطني، حيث عيّنته في إدارة البحوث، ما دفع المعني إلى مراسلتها بأنّه ليس بباحث بحكم أنّه لا يملك أية شهادة تؤهله لشغل هذا المنصب، وهذا ما جعل مديرة الباليه تقوم بتحويله إلى ولاية سعيدة للعمل بصفة منشط ثقافي، وهي الصفة التي لا يحملها أيضا، فقام بمراسلة إدارة الباليه وكذا وزارة الثقافة لشرح هذا الإشكال. بعدها قامت إدارة الباليه توجيهه مرة أخرى إلى ولاية النعامة للعمل كمنشط ثقافي مرة واحدة في الأسبوع، علما أنّه يقطن بالجزائر العاصمة وله التزامات عائلية.لكنّ الغريب في مشكلة هذا الموظف أنّ أزمته لم تتوقف عند هذا الحد، حيث ألغت مديرة الباليه أمر تحويله إلى ولاية النعامة لتُعيّنه مجدّدا للعمل في منصب عون متعدد المهام. ولأنّ هذا المنصب لا يتناسب ومؤهلاته، لأنّه ليس خريجا من التكوين المهني، راسل الإدارة لحل هذا المشكل، وهذا ما جعلها تُحيله إلى مجلس التأديب. وبمثوله أمام مجلس التأديب، صدر قرار بطرده من مؤسّسة الباليه الوطني، وهنا يذكر الأستاذ محيي الدين نصرالدين، أنّ أحد الإداريين بالباليه نصحه بتكوين ملف تقاعده، وهذا ما لم يستطع فعله بحكم أنّه لم يتمّ السن القانونية التي تسمح له بذلك. وبقرار يحمل رقم 64 صادر عن مديرية الإدارة والوسائل بوزارة الثقافة، وبتعليمة من الوزيرة السابقة نادية لعبيدي، تمّ أمر إدارة الباليه الوطني بإعادة إدماج المعني في منصبه كممرن مع إلزام الإدارة بدفع تعويضات عن كلّ المستحقات المالية للضحية منذ شهر ديسمبر 2013، وهو الأمر الذي لم تمتثل له الإدارة في ذلك الوقت. ولم تتوقف رحلة بحث الأستاذ محيي الدين نصر الدين في البحث عن حقوقه المهضومة عند هذا الحد، حيث توجّه أكثر من مرة إلى المدير الحالي لأوبرا الجزائر السيد نورالدين سعودي، وهو الذي أصبح يدير الباليه الوطني بعد حلّه وإلحاقه بأوبرا الجزائر بوعلام بسايح، وهذا من أجل طرح مشكلته والبحث عن حل لها، لكنّ المدير نورالدين سعودي أكد له في كلّ مرة قابله فيها، بأنّ المشكل يتجاوزه، وفي آخر مرة توجّه إليه فيها، حسب قوله، قام مدير الأوبرا بطرده.