أفادت دراسات بأن استهلاك الكحول، حتى بكميات قليلة، يمكن أن يلحق ضرراً بالكبد. وكشف إحصاء صادر عن منظمة الصحة العالمية في العام 2015، أن 6 في المئة من الوفيات في العالم سببها المشروبات الكحولية، وأن غالبية هذه الوفيات ناتجة من تليّف الكبد بسبب الاستمرار في شرب الكحول. ويؤكد الخبراء أن تليّف الكبد لا يرتبط بكمية المشروبات الكحولية التي يتناولها الشخص ولا بنسبة تركيز الكحول في الدم، فالتليّف يضرب الكبد بغض النظر عن كمية الكحول المستهلكة، إذ إن مشتقات الكحول في الدم، حتى ولو بكمية ضئيلة، من شأنها أن تسبب الأذى للخلايا الكبدية. تحاول خلايا الكبد جهدها، في البداية، تخليص الجسم من مشتقات الكحول في محاولة لإصلاح الأمور ودفع الضرر عنها، شرط التوقف عن استهلاك الكحول كلياً، إلا أن الاستمرار في شربه يجعل الخلايا عاجزة عن ترميم نفسها وإصلاح الخلل الحاصل فيها ما يؤدي الى خرابها وتليفها، وهذه العملية بحد ذاتها غير قابلة للعكس بتاتاً. وتجدر الإشارة هنا إلى أن الكبد هو الهدف المفضل للمشروبات الكحولية، وحوادث التهاب الكبد الكحولي نتيجة شرب الكحول المتواصل معروفة، وقد يحصل هذا الالتهاب حتى للذين يشربونه باعتدال أو حتى للذين يشربونه للمرة الأولى، فالمستقلبات الناتجة من تفكك الكحول ترحل مباشرة الى الكبد وتتراكم فيه على شكل مستودعات دهنية تمهّد للإصابة بتليف الكبد الذي يعتبر مرضاً في غاية الخطورة قد ينتهي بنشوء السرطان أو بفشل الكبد كلياً في أداء وظائفه. بكلام آخر، إن الكحول قد يؤثر في الكبد، سواء تم شربه بكمية قليلة أو بكمية كبيرة. وما يزيد الطين بلة هو إحلال الكحول محل الأغذية والمشروبات الصحية.