مرة أخرى ناقض تقرير قديم محين يعود لسنة 2014، صادر عن وزارة الخارجية الفرنسية، الشهادات الإيجابية التي قدمتها معاهد عالمية حول استقرار وأمن الجزائر، حيث أدرج الجزائر في خانة البلدان غير الآمنة ونصح الرعايا الفرنسيين بعدم زيارته. التقرير القديم الذي تم تحيينه أمس، وإعادة نشره على موقع وزارة الخارجية الفرنسية، صنف الجزائر ضمن قائمة البلدان الغير أمنة والمهددة بالخطر الإرهابي، ووضعها في نفس مصاف الدول التي تشهد نزاعات مسلحة على غرار العراق، ليبيا وسوريا. وقد قامت وزارة الخارجية الفرنسية، بوضع مناطق حمراء وبرتقالية، كما هو الحال لمنطقة القبائل، حيث نصحت رعاياها بعدم زيارتها لأي سبب، كما جاءت مناطق أخرى في الخانة البرتقالية حيث نصحت بزيارتها إلا للضرورة وتحت الحراسة، لاحتمال وقوع أعمال إرهابية بها. وجاء التقرير الخاص بعدم أمن واستقرار الجزائر متناقضا جملة وتفصيلا مع العديد من المعطيات، ومنها تقرير معهد غالوب، الذي صنف الجزائر الأولى في الاستقرار في إفريقيا، ووضعها في نفس الترتيب مع سويسرا، فضلا عن هذا رفضت المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، منح اللجوء للرعايا الجزائريين، بسبب تصنيف الجزائر بلد مستقر وأمن، زيادة على وجود تناقض صارخ يتمثل في كون الجزائر أكثر أمنا واستقرار من فرنسا التي تعرضت ل16 اعتداء إرهابيا. فضلا عن هذا، تعد تجربة الجزائر نموذجية في مجال مكافحة الإرهاب، حيث يطلب منها تقديم النصيحة والاستشارة، والدليل ما قدمه وزير الخارجية عبد القادر مساهل، للعراقيين في جولته الأخيرة في هذا المجال. وجاء المغرب في الخانة الخضراء، متقدما عن الجزائر، وهذا رغم حراك الريف والاضطرابات اليومية التي يشهدها، فيما صنفت تونس في الخانة الصفراء، وهذا على الرغم من أن تونس تعاني من نشاط إرهابي كبير وعدد معتبر من التونسيين ينتمون لتنظيم داعش، وهو ما يطرح تساؤلا جديا حول المعايير التي يعتمدها الكيدورسي في تصنيف الدول أمنيا.