في آخر تحديث للنصائح التي اعتادت وزارة الخارجية الفرنسية توجيهها لمسافريها في الخارج، واصلت مصالح "الكيدورسي"، تصنيف الجزائر ضمن الدول الأكثر خطورة على رعاياها، على غرار دول معروفة بانهيارها الأمني مثل أفغانستان والصومال. وترجع الخارجية الفرنسية هذا التصنيف إلى ما تعتبره الخطر الإرهابي المرتفع في الجزائر، فيما بدا لذلك علاقة باختطاف الرعية هيرفي غوردال في بداية الخريف المنصرم، قبل أن تقدم الجماعة الإرهابية التي اختطفته على تصفيته لاحقا بمنطقة القبائل شرق العاصمة. وتدعو الخارجية الفرنسية رعاياها المقيمين بالجزائر إلى توخي الحذر في تنقلاتهم وتخفيضها إلى أدنى مستوياتها إلا عند الضرورة القسوى، سيما في المناطق القريبة من الحدود التونسية في أقصى الشرق وبقية الأراضي الصحراوية، وهي المناطق التي لونتها بالأحمر في خارطة للجزائر وضعتها على موقع الوزارة على الأنترنيت، وتعتقد المصالح الفرنسية الخاصة أن بها مجموعات إرهابية. وطالبت الخارجية الفرنسية من رعاياها الراغبين في السفر إلى الجزائر، التواصل مع خلية الأزمة التابعة للوزارة، وتسجيل أنفسهم ضمن "قائمة أريان"، حتى تكون الجهات الوصية على علم بالمنطقة المراد التوجه إليها، لتسهيل عملية المتابعة. وعلى الرغم من تأكيد "الكيدورسي" أن الوضع الأمني بالجزائر شهد الكثير من التحسن، مقارنة بالسنوات الماضية، واعترافها بأن مدنا كبيرة مثل العاصمة توجد تحت حراسة أمنية مشددة، إلا أنها مع ذلك، تعتقد أن البلاد لا تزال معرضة لأخطار إرهابية، على حد ما جاء في النشرية الجديدة. ومما زاد من استشعار الخطر، بحسب الخارجية الفرنسية، تأزم الوضع الأمني في ليبيا، باعتبارها دولة جارة للجزائر، وخاصة بعد أن تبين أن حادثة الاعتداء الإرهابي الذي استهدف المنشأة الغازية بتيغنتورين العام قبل الماضي، له امتدادات في ليبيا، فضلا عن التأزم الأمني الذي يشهده جبل الشعانبي على الحدود التونسية للبلاد، والتوتر الحاصل في شمال مالي على الحدود الجنوبية، وكذا على الحدود مع كل من موريتانيا والنيجر. أما المدن التي لم تمانع النشرية في زيارتها من قبل الرعايا الفرنسيين، فهي كل من العاصمة وتيبازة ووهران وتلمسان.