توالت تحذيرات دول أوربية عديدة لرعاياها بضرورة توخي الحذر من زيارة الجزائر في الظرف الراهن، على غرار فرنسا وإيطاليا وكذلك الولاياتالمتحدة، وهي الدعوات التي تأتي خصوصا بعد أحداث غرداية واقتراب موعد الانتخابات الرئاسية. وفي الإطار دعت الخارجية الفرنسية "الكيدورسي"، بحر الأسبوع الماضي، رعاياها إلى تجنب السفر إلى الجزائر إلا للضرورة القصوى، بل ونصحت الفرنسيين المتواجدين في الجزائر بتوخي الحيطة والحذر بسبب ما وصفته ب "التهديد الإرهابي المرتفع". وحذرت الخارجية الفرنسية بشدة رعاياها من التنقل إلى ما صنفته المناطق الحمراء على الخريطة، وذكرت على الخصوص بتفادي السفر إلى الجنوب الجزائري وشرق البلاد كذلك، أي شرق العاصمة، في إشارة إلى منطقة القبائل. وشدد الكيدورسي على رعاياه في الجزائر بضرورة تحاشي السفر أو التنقل إلى منطقة غرداية بسبب الوضع الأمني غير المستقر بها، وجعل التنقل إليها للحالات الطارئة فقط، كما دعت كل الفرنسيين الذين يتنقلون إلى الجزائر إلى التسجيل والإخطار بذلك على مستوى مركز إدارة الأزمات التابع لوزارة الخارجية. ويظهر على موقع وزارة الخارجية الإيطالية "لافارنيزينا" على شبكة الإنترنت، تحذير شهر مارس المنصرم للرعايا الإيطاليين بضرورة توخي الحيطة والحذر خلال التنقل إلى الجزائر، وخصوصا المناطق الصحراوية الجنوبية الحدودية مع دول الساحل، وإلغاء الزيارات غير الضرورية إلى مخيمات اللاجئين الصحراويين بتندوف. ولم تستثن روما، في تحذير رعاياها، زيارة منطقة القبائل، وخصوصا ولايات تيزي وزو وبومرداس والبويرة فضلا عن بجاية وجيجل، مع تفادي التنقل إلى الولايات والمناطق الحدودية مع تونس. وقبلها كانت كتابة الدولة الأمريكية للشؤون الخارجية قد نصحت رعاياها بتقييم الخطر من السفر إلى الجزائر شهر فيفري الماضي، وهذا نظرا إلى وجود تهديد عال للإرهاب وعمليات اختطاف بهذا البلد، ودعت واشنطن رعاياها الذين يسافرون إلى الجزائر إلى المكوث فقط في الفنادق.