عقد مجلس الأمن الدولي اجتماعا طارئا، بعد ظهر أمس، بطلب من طوكيو وواشنطن، بعد إطلاق بيونغ يانغ صاروخا باليستيا عبر أجواء اليابان، حسب مصادر دبلوماسية. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية في سيئول جو جون هيوك في إيجاز صحفي، أمس، إن إطلاق بيونغ يانغ الصاروخ الباليستي اليوم يمثل انتهاكا سافرا لقرارات مجلس الأمن الدولي، وأضاف أن الحكومة الكورية الجنوبية تتشاور بشكل وثيق مع الدول الأعضاء لمجلس الأمن الدولي مثل الولاياتالمتحدة حول التدابير المضادة ضد الاستفزاز الكوري الشمالي. وإثر الخطوة، أعلن المكتب الرئاسي في سيئول أنّ الولاياتالمتحدة تنظر في نشر أصولها الاستراتيجية في كوريا الجنوبية. وردت كوريا الشمالية، أمس، على العقوبات والإجراءات الاقتصادية والعسكرية الأمريكية قائلة: ”لا نخشى التهديدات أو العقوبات”، وفقًا لمسؤولين في بيونج يانج. وأضاف ”المسؤولون” ”يجب على الأمريكيين أن يدركوا أنهم لن يستطيعوا مفاجأتنا بأي ضغوط اقتصادية أو تهديدات عسكرية، ولن يستطيعوا تحييدنا عن الطريق، الذي اخترناه”، بحسب ما نقلت صحيفة ”سينون سينمون” الكورية الشمالية الرسمية. ونقلت وكالة ”يونهاب” أنّ الحكومة الكورية الجنوبية قرّرت زيادة ميزانية الدفاع للعام القادم بنسبة 6.9 في المائة إلى 43.1 تريليون وون (38.4 مليار دولار) وسط الجهود الشاملة لتعزيز القوة ضد التهديدات النووية والصاروخية لكوريا الشمالية وفقا لما قالت وزارة الدفاع الوطني اليوم الثلاثاء. وتعتبر هذه الزيادة السنوية في ميزانية الدفاع هي الأعلى منذ عام 2009 في حال إجازتها من قبل الجمعية الوطنية. وهي تعكس سعي إدارة الرئيس مون جيه-ان في تعزيز القوات المسلحة التي يبلغ قوامها 625 ألفا وتطوير نظام الأسلحة. ومن جهتها أوضحت وكالة الاستخبارات الوطنية في كوريا الجنوبية، أنه من المتوقع أن تواصل الجارة الشمالية إجراء تجارب صاروخية حتى استكمال تطوير الصاروخ الباليستي العابر للقارات والصاروخ الباليستي الذي يطلق من غواصة لتعزيز الثقة من الناحية التقنية. وذكرت الوكالة أنها تتوقع تفاقم العزلة الدبلوماسية لكوريا الشمالية وتعثر الظروف للتعاون الاقتصادي مع دول أخرى نتيجة تعزيز المجتمع الدولي الضغط ضد كوريا الشمالية بسبب استفزازها الأخير. وأضافت أن بيونغ يانغ من الممكن أن ترتكب استفزازا جديدا بمناسبة الذكرى السنوية لتأسيس النظام في كوريا الشمالية الذي يصادف يوم 9 سبتمبر المقبل. وكانت هيئة الأركان المشتركة للقوات المسلحة في كوريا الجنوبية أعلنت عن أن كوريا الشمالية أطلقت، أمس، صاروخا بالستيا يفترض أنه صاروخ متوسط المدى، نحو بحر الشرق. وقدرت السلطات العسكرية بأن الصاروخ قطع مسافة 2700 كيلومتر. وحلق فوق اليابان لأول مرة وسقط في المحيط الهادئ قبالة جزيرة هوكايدو. وقال رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي إن حكومته ستتخذ كل الإجراءات الضرورية لضمان أمن اليابانيين، مؤكدا أن بلاده ستدعو من داخل الأممالمتحدة بقوة إلى تصعيد الضغوط على كوريا الشمالية بالتعاون مع المجتمع الدولي. وقال آبي للصحفيين إن ”عملية الإطلاق غير المقبولة لصاروخ فوق بلادنا تشكل تهديدا خطيرا وغير مسبوق، وتقويضا كبيرا للسلام والأمن في المنطقة”. يشار إلى أنّ هذا أول صاروخ كوري شمالي يعبر الأجواء اليابانية منذ العام 2009، وجاء إطلاقه بعد زيادة التوتر في المنطقة عقب التدريبات الأمريكية الكورية الجنوبية المشتركة.