أعرب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يوم الخميس، عن استعداده للوساطة لحل الأزمة بين قطر وجيرانها الخليجيين ومصر، وقال الرئيس الأمريكي خلال مؤتمر صحافي جمعه بأمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح في واشنطن: ”أقدر وأحترم الوساطة الكويتية وأود أن أكون وسيطا”، مضيفا ”إذا كان بإمكاني المساعدة في التوسط بين قطر وبين السعودية والإمارات على الأخص سأفعل ذلك وأعتقد أنه بالإمكان التوصل لصفقة سريعا”. وتابع: ”أحث دول المنطقة على القيام بدورها في الحرب على الإرهاب وتحديد أي مستقبل تريد لأبنائها”. من جهته أعرب أمير الكويت عن تفاؤله بالتوصل لحل الأزمة في القريب العاجل. وأكد أمير الكويت خلال تلقيه لاتصال هاتفي من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مساء أمس الخميس، على موقف قطر المطالب بالحوار البناء الذي لا يمس سيادة الدول. من جهته أعرب أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني عن تقديره لجهود أمير الكويت وحرصه ومتابعته لحل الأزمة الخليجية ورحب بموقف الإدارة الأمريكية المتمثل في ضرورة التعجيل بحل الأزمة بالحوار لضمان وحدة الصف الخليجي. من جهته أكد وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، أن بلاده ترحب بالحوار ولكن بشرط رفع الحصار أولا، معربا عن أسفه لطرح الخيار العسكري من جانب دول الحصار لحل الأزمة، والذي تحدث عنه أمير الكويت خلال مؤتمره الصحفي مع الرئيس ترامب في واشنطن. وبشأن المطالب الثلاثة عشر التي تقدمت بها دول الحصار، لفت آل ثاني إلى تصريحات أمير دولة الكويت أن ما يمس السيادة هو غير مقبول بالنسبة للكويت ولأي دولة، مضيفا أنه كان هناك رد من قبل دولة قطر على كافة المطالب وأن موقف دولة بلاده واضح منذ بداية الأزمة بأن يكون الحل من خلال الحوار، وأن يكون مبنيا على أسس أولها ألا يمس السيادة ولا القانون الدولي. وقال آل ثاني: ”إن الرسالة التي فهمناها من تصريحات أمير دولة الكويت أن هناك مسعى لإيجاد آلية للحوار، وأن هذه الآلية يجب أن تكون غير مشروطة وأن هذا كان طلب أمير الكويت في الرسالة، وأن هذا ماردت عليه دولة قطر التي تقبل أن يكون هناك بحث لأي مشكلة ولا تكون على شكل إملاءات من طرف إلى طرف آخر وإنما التزامات جماعية بين كافة الدول”. وبشأن تمسك الدوحة بشرط رفع الحصار قبل التفاوض قال آل ثاني: ”إنه بالنسبة لدولة قطر فإن موقفها واضح منذ البداية، وتحدثنا عن أن مسألة الإجراءات غير القانونية التي تم اتخاذها ضد دولة قطر من قبل الدول المحاصرة يجب التراجع عنها، وأن هذا هو دائما السياق الذي نتحدث فيه، وأن البيئة التي تُهيأ للمفاوضات يجب أن تكون بيئة بلا ضغوط وبلا استخدام أدوات غير قانونية، أما ما يخص سيادة وأمن هذه الدول فهو أمر يرجع لهم، أما كافة الإجراءات التي اتخذت وتمس القانون الدولي تجاه دولة قطر، فإن الأمر غير مقبول لدولة قطر ولا لأي دولة أخرى”. يذكر أنه فور قطع الدول الأربع علاقاتها مع قطر، أبدى ترامب تأييدا كبيرا للسعودية، لكن بعض المسؤولين الآخرين وبينهم وزير الخارجية ريكس تيلرسون تبنوا لهجة أكثر اتزانا. وتستضيف قطر قاعدة جوية أمريكية كبيرة تتضمن مركز قيادة يدير العمليات العسكرية ضد تنظيم ”الدولة الإسلامية”. وكان موقع وكالة الأنباء القطرية، تعرض في 24 ماي الماضي إلى عملية اختراق، نشر ت إثرها تصريحات منسوبة لأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، اعتبرتها وسائل إعلام دول خليجية مناهضة لسياساتها. وفي أعقاب الاختراق، شنّت وسائل إعلامية سعودية وإماراتية هجوما لاذعا على قطر وأميرها. وفي 5 جوان الماضي، قطعت السعودية والإمارات والبحرين ومصر، علاقاتها مع قطر، بدعوى ”دعمها للإرهاب”، وهو ما نفته الدوحة، معتبرة أنها تواجه حملة افتراءات وأكاذيب تهدف إلى فرض الوصاية على قرارها الوطني. وحسب بيانات الدول الأربعة، فإن قرار مقاطعة قطر يشمل إغلاق كافة المنافذ البرية والبحرية والجوية، ومنع العبور في الأراضي والأجواء والمياه الإقليمية لتلك الدول.