توقع تقرير فرنسي متخصص في أبحاث الغاز أن يشهد الانتاج الجزائري من الغاز المسال انكماشا خلال العقدين المقبلين وهو ما سيعوضه ارتفاع الصادرات القطرية والأمريكية وعليه فالحكومة مطالبة بإنجاز استثمارات ضخمة في هذا المجال للمحافظة على مكانتها في اسواق الغاز. رسمت مجموعة ”سيدا غاز” الفرنسية لأبحاث الغاز، في أحدث تقرير صدر، الخميس الماضي، صورة سوداوية لتجارة الغاز في الجزائر خلال العشرين عاماً المقبلة، متوقعة أن تعاني العديد من الدول المنتجة للغاز المسال انكماشا في الانتاج بنهاية العقد المقبل، أي حتى العام 2030، وذكر من بين هذه الدول الجزائر وأندونيسيا وماليزيا وحتى أستراليا التي دخلت حديثاً مجال تصدير الغاز المسال، مشيراً إلى أن العالم سيكون بحاجة إلى مشاريع جديدة في الغاز المسال تقدر سعتها الانتاجية بحوالى 154 مليون طن لملاحقة الطلب المتزايد. وتوقعت المجموعة الفرنسية، في تقريرها أن يختفي فائض الإمدادات الحالية في سوق الغاز المسال خلال الأعوام الخمسة المقبلة، وتبدأ السوق في مواجهة النقص في الإمدادات بسبب الطلب الآسيوي القوي المتوقع على الغاز الطبيعي خلال العقد المقبل وعقد الثلاثينيات، خاصة الطلب المتوقع من الصين واليابان وكوريا الجنوبية. وحسب التقرير فإن العالم سيكون بحاجة إلى مشاريع جديدة بحلول منتصف العقد المقبل لسد النقص المقدر أن يبلغ ضعف حجم الانتاج الحالي بحلول العام 2035. وبنيت توقعات ”سيدا غاز” على أساس أن قطر، أكبر منتج في العالم، ستواصل الإنتاج بمعدلها الحالي 77 مليون طن سنوياً، ثم يرتفع إنتاجها إلى 100 مليون طن سنوياً في سنوات ما بعد العام 2024. وهو ما يعني أن قوة الطلب على الغاز المسال ستترك هامشاً كبيراً لإنشاء مشروعات جديدة أو حتى توسعة المشروعات القائمة. وفي ذات الصدد، توقع التقرير أن تتحول بفضل ثورة الغاز الصخري، إلى أكبر منتج للغاز المسال بحلول العام 2035. ويذكر أن قطر والولايات المتحدة الأميركية وأستراليا، ستكون الدول المهيمنة على الغاز المسال خلال العقد المقبل، ولكن ما بعد عام 2030، ربما ستنحصر المنافسة بين قطر والشركات الاميركية التي بدأت تتوسع في تجارة الغاز المسال ولديها حالياً حوالي 20 مشروعا لتسييل الغاز تحت الإنشاء. وبخصوص أسعار الغاز المسال ذكرت مساء الجمعة نشرة ”إس آند بي غلوبال بلاتز”، أن أسعار الغاز المسال بدأت ترتفع في آسيا، حيث سجلت أسعار الغاز المسال في العقود المستقبلية لشهر أكتوبر ارتفاعاً بحوالي 27.6 سنتاً للوحدة لتصل إلى 6.245 دولارات. وقالت النشرة إن مشتريات كوريا الجنوبيةوالصين لشحنات الغاز المسال رفعت الطلب على العقود المستقبلية. كما بيعت عقود الغاز المسال الروسي المنتج في حقول سخالين في آسيا بسعر يراوح بين 6.50 و6.70 دولارات للوحدة في كوريا الجنوبية. وذلك في العقود المستقبلية لشهر نوفمبر. وفي ذات الصدد، قالت صحيفة ”فاينانشال تايمز”، في تقرير خلال الأسبوع الجاري 6 سبتمبر، أن سوق الغاز المسال في آسيا بدأ يشهد انتعاشا. وأشارت الصحيفة في تقريرها، إلى أن تغيير نظام التعاقد الجديد في تجارة الغاز المسال جعل السوق أكثر سيولة. يذكر أن التجار في آسيا بدأوا في تغيير عقود شراء وبيع الغاز من الأجل الطويل الذي يمتد لعشر سنوات وأكثر إلى العقود قصيرة الأجل، كما تزايد حجم الصفقات الفورية في تجارة الغاز المسال في آسيا خلال العام الجاري مقارنة بالأعوام السابقة. وهذا العامل جعل من السهولة تحويل مسار شحنات الغاز المسال من دولة إلى أخرى.