نفى وزير الشؤون الخارجية عبد القادر مساهل، رفض الجزائر منح تأشيرات للسياح الأجانب، أو وضع عراقيل أمام الوكالات السياحية في هذا الشأن. وقال مساهل، أمس في رده على أسئلة الصحافة على هامش الاحتفال بيوم الدبلوماسية الجزائرية المنظم بالمركز الدولي للمؤتمرات عبد اللطيف رحال، ”أكذب تكذيبا تاما ما تم تداوله بشأن رفضنا منح التأشيرات للسياح الأجانب”، مضيفا أن ”هذا الأمر لا يمكن تصديقه لأن الجزائر بلد آمن وهي مصنفة في المرتبة السادسة عالميا من حيث الأمن والاستقرار حسب معهد غالوب”. وبخصوص سؤال حول عراقيل تكون الوكالات السياحية قد اشتكت منها بشأن الحصول على تأشيرات، أكد الوزير أنه طلب من وزير السياحة والصناعة التقليدية حسان مرموري أن يقوم بفتح تحقيق في القضية. وفي شأن آخر، أكد وزير الشؤون الخارجية أن ”وجود سوريا في الجامعة العربية أصبح ضروريا أكثر من أي وقت مضى”، مضيفا أن ”الأمور تتغير وسوريا ستتغلب على الإرهاب كما فعل العراق”، موضحا أن الجزائر كانت ”ضمن الدول الثلاث التي تحفظت على قرار تجميد عضوية سوريا في الجامعة العربية لأنها ترفض التدخل في الشؤون الداخلية للدول وتحترم سيادتها”. وفي المقابل وصف وزير الشؤون الخارجية نشر مصلحة الصحافة التابعة لمنظمة الأممالمتحدة لتقارير خاطئة حول الصحراء الغربية، ب”السابقة الخطيرة جدا”. وقال مساهل على هامش الاحتفال بمناسبة يوم الدبلوماسية الجزائرية الذي نظم بالمركز الدولي للمؤتمرات عبد اللطيف رحال، أن التلاعب الذي وقع في مصلحة الصحافة التابعة لمنظمة الأممالمتحدة، يعتبر ”سابقة خطيرة جدا”، مشيرا إلى تأثيرها على ”مصداقية الأممالمتحدة”، حيث أكد أن ”نسب كلام لمتدخل قبل تدخله شيء عجيب”. وأضاف وزير الشؤون الخارجية أن الأمانة العامة للمنظمة ”قدمت اعتذارها وأمرت بفتح تحقيق في القضية ونحن ننتظر نتائج هذا التحقيق”. للإشارة، فإن اعتذار أمانة منظمة الأممالمتحدة يوم الجمعة الماضي، جاء بعد نشر مصلحة الصحافة التابعة للمنظمة لتقارير خاطئة حول الصحراء الغربية نسبت إلى موقعين على عريضة حول الصحراء الغربية ملتزمة بدراسة المسألة عن كثب، وعقب طلب اللجنة الرابعة لتصفية الاستعمار لمنظمة الأممالمتحدة بنشر مذكرة حول التصريحات المحرفة قدمت ممثلة أمانة منظمة الأممالمتحدة اعتذارها للجزائر، مشيرة إلى أنه تم بالفعل تصحيح البيانات الصحفية المعنية. وأضافت في ردها على الانشغالات التي أثارتها الجزائر بشأن هذا الخطأ الذي ارتكبته مصلحة الصحافة التابعة لمنظمة الأممالمتحدة أن الأمانة تدرس المسألة لمعرفة ما حدث. وردا على ذلك أوضح السفير المساعد للجزائر لدى الأممالمتحدة أن الأمر لا يتعلق بتقديم اعتذار للجزائر بل إلى اللجنة الرابعة قاطبة لأن ”هذا يلحق ضررا بنا”. وتتخبط مصلحة الصحافة لمنظمة الأممالمتحدة في ”قضية تلاعب خطيرة” بعد تحريف مضمون مداخلات أثناء أشغال اللجنة الرابعة لتصفية الاستعمار، حسب العديد من المشاركين في هذا الاجتماع الأممي السنوي. وقامت مصلحة الصحافة التابعة لمنظمة الأممالمتحدة بتحريف تصريحات متدخلين أعربوا عن مساندتهم للقضية الصحراوية، وذهبت إلى حد إسناد تصريحات موالية للمغرب إلى موقعين على عريضة لم يكونوا قد تدخلوا بعد، مرتكبة انزلاقا يضر بمصداقية المنظمة المتعددة الأطراف. وطلبت الجزائر يوم الجمعة من مصلحة الصحافة التابعة لمنظمة الأممالمتحدة تقديم توضيحات حول هذه المسألة مطالبة بنشر توضيح على الموقع الإلكتروني للأمم المتحدة. وفي تصريح أوضح ممثل جبهة البوليزاريو أحمد بوخاري بأن الجبهة ”ستطالب بتحقيق حول هذا الانزلاق الخطير”، مضيفا أن الأمر يتعلق ب”بانزلاق مخطط له من طرف هذه المصلحة التي يطغى عليها أعوان المخابرات المغربية الذين ذهبوا إلى أقصى حد من التزوير بإسنادي تصريحات موالية للمغرب في حين أنني لم أتناول الكلمة”. وكان التقرير الأول للأمم المتحدة ينسب إلى بوخاري تصريحات خطيرة حول جبهة البوليزاريو ومسار السلام في الصحراء الغربية.