شرعت الاتحادية الجزائرية لكرة القدم في البحث عن مدرب جديد للمنتخب بعد إقالة الإسباني ”لوكاس ألكازار”، على خلفية الإخفاق في بلوغ نهائيات كأس العالم 2018 في روسيا. وحسب مصادر في الاتحادية، يبدو الاتجاه إلى تعيين مدرب وطني في أسرع وقت، ليقود الخُضر في المباراة الأخيرة بالتصفيات ضد نيجيريا، بعد أقل من شهر. وأضاف المصدر أنه خلال اجتماع الأربعاء الماضي الذي تقرر فيه إقالة المدرب الإسباني، ”طلب أعضاء المكتب التنفيذي من رئيس الاتحادية خير الدين زطشي، الاتصال بجمال بلماضي ورابح ماجر المستشار الحالي للرئيس والجاهز فورا”. وخاض ماجر (59 عاما) 87 مباراة دولية، وكان أبرز نجم في المنتخب في كأس العالم في إسبانيا 1982 والمكسيك 1986، وقاده إلى لقبه الوحيد في كأس الأمم الإفريقية 1990 التي استضافتها الجزائر. واشتهر ماجر بهدفه بكعب القدم، الذي سمح لناديه بورتو البرتغالي بإحراز لقب كأس أبطال الأندية الأوروبية على حساب بايرن ميونخ في 1987، وأدخله هذا الهدف تاريخ كرة القدم، ونال في العام نفسه جائزة أفضل لاعب افريقي. ماجر مدرب بطال لم يعمل منذ 15 عاما والجزائريون لا يريدونه ودرب ماجر المنتخب الوطني الجزائري في الفترة الممتدة بين 1994 و1995، وبين 2000 و2002، وأقيل بعد خلافات مع الرئيس السابق للاتحادية الجزائرية لكرة القدم، الحاج محمد راوراوة، وأصبح في ماي الماضي مستشارا لزطشي بعد تولي الأخير رئاسة الاتحادية الجزائرية لكرة القدم. ولا يملك ماجر في جعبته الكثير من الخبرة سوى تدريبه لبعض الأندية الخليجية، وهو الأمر الذي قد لا يجعله الشخص المناسب لتولي مهمة الإشراف على العارضة الفنية للخضر الذين يحتاجون لمدرب كبير ذي شخصية قوية يفرض منطقه على نجوم المنتخب الوطني، الذين يعتقد بعضهم أنهم فوق المنتخب الوطني، دون أن ننسى أنه لا يلقى الإجماع من طرف الجزائرين الذين عبر الكثير منهم عن رفض خيار الفاف بتعيين ماجر، واصفين إياه بالخيار الفاشل الذي قد يكود المنتخب إلى سنوات التسعينات. راتب بلماضي المرتفع قد يحول دون توليه مهمة تدريب الخضر أما بلماضي صاحب ال41 عاما، فهو لاعب دولي سابق دافع عن ألوان المنتخب الوطني بين العامين 2000 و2004، وتقمص ألوان العديد من الأندية الفرنسية منها مارسيليا وباريس سان جرمان. وعلى الصعيد التدريبي، تولى مهام الجهاز الفني للمنتخب القطري بين مارس 2014 وأفريل 2015، وقاده إلى لقب كأس الخليج 2014، ويتولى حاليا تدريب نادي الدحيل القطري. لكن مصادر موثوقة من داخل التحادية الجزائلرية لكرة القدم أكدت أن العائق الوحيد الذي قد يحول دون إتمام التعاقد مع مدرب الدحيل القطري هو راتبه الهري المرتفع جدا، حيث يتقاضى بلماضي أجرة شهرية لا تقل عن ال200 ألف دولار، وهو مبلغ كبير قد لا تقدر الفاف على تلبيته، خاصة في الظروف المالية الصعبة التي تعاني منها الجزائر، بالاضافة إلى نقص الممولين الذين رفض الكثيرون منهم تجديد عقودهم مع الاتحادية الجزائرية لكرة القدم بسبب النتائج السلبية الأخيرة التي حققها رفقاء ريباض محرز. 4 مدربين تداولوا على تدريب الخضر في ظرف زمني قصير وكانت الاتحادية الجزائرية لكرة القدم قد أقالت التقني الإسباني ”لوكاس ألكاراز” الأربعاء الماضي بعد 6 أشهر من توليه مهامه، وهو قرار كان يبدو محسوما في خضم التقلبات التي يشهدها ”ثعالب الصحراء”، وفشلهم في بلوغ نهائيات كأس العالم، بعد مشاركتين تواليا في نسختي 2010 و2014.و ألكاراز صاحب ال51 عاما هو رابع مدرب للخضر منذ رحيل المدرب الفرانكو بوسني وحيد حاليلوزيتش، الذي قرر الرحيل عقب مونديال 2014، بعدما حقق المنتخب أفضل مسيرة له وخرج من الدور الثاني بصعوبة في الوقت الإضافي أمام ألمانيا التي توجت باللقب. وتعاقب على المنتخب منذ ذلك الحين 3 مدربين هم الفرنسي كريستيان غوركوف الذي لم يكمل سنتين مع الخضر، والصربي ”ميلوفان راييفاتش” الذي استمر في منصبه ل3 أشهر والبلجيكي جورج ليكنس الذي لم يعمر أكثر من سابقه. ويستضيف المنتخب الوطني الجزائري نظيره النيجيري في العاشر من نوفمبر المقبل، في الجولة الأخيرة من التصفيات، وسبق لمتصدرة المجموعة الثانية ضمان تأهلها إلى النهائيات، بينما خرج المنتخب الوطني الجزائري من المنافسة، إذ يحتل المركز الرابع الأخير برصيد نقطة واحدة من 5 مباريات.