نشرت صحيفة ”واشنطن تايمز” مقالا حول تزايد تدخل الولاياتالمتحدة ضد تنظيم ”داعش” في ليبيا بعد الظهور العلني للتنظيم في البلد المنقسم على نفسه، وقالت أن ”يكثف الجيش الأمريكي من عملياته وعمليات القصف ضد تنظيم ”داعش” في ليبيا التي وجد فيها مقاتلو الجماعة الإرهابية ملجأ بشكل متزايد، مع هزيمتهم التي تقلصت قاعدتهم الإقليمية في سورياوالعراق. وأشارت الصحيفة إلى أن القوات المدعومة من الولاياتالمتحدة بسحق تنظيم داعش في ليبيا في أواخر عام 2015، إلا أن الدلائل على أن المجموعة الإرهابية تكتسب موطئ قدم جديد في ليبيا بدأت في الظهور في الشهر الماضي. وانتشرت صور مقاتلي التنظيم الذين يتنقلون عبر الصحاري الشاسعة حول معقلهم السابق في مدينة سرت ووزعوها عبر الأنترنت في منتصف سبتمبر الماضي. وقالت الجريدة أن ليبيا تعتبر قاعدة مثالية للمجموعة الإرهابية بسبب الانشقاق العميق بين الفصائل المختلفة الذي حال دون إقامة حكومة وطنية فعالة في طرابلس منذ الإطاحة بنظام القذافي عام 2011. داعش وبينما قاومت إدارة ترامب علنا القيام بدور عسكري كبير في ليبيا، لم يضيّع البنتاغون سوى القليل من الوقت في الرد على موجة ظهور وتواجد داعش هناك. وفي 22 سبتمبر، أعلن مسؤولون عسكريون أن مقاتلات أمريكية قصفت معسكرا تابعا لداعش على بعد حوالي مائتي كيلومتر جنوب سرت. وقالت القيادة الأمريكية في بيان إن المعسكر ”يستخدم من قبل داعش لنقل المقاتلين داخل وخارج البلاد وتخزين الأسلحة والمعدات وتخطيط الهجمات وإدارتها”. وكانت هذه هي المرة الأولى منذ ثمانية أشهر تقريبا التي تقوم فيها الطائرات الحربية الأمريكية بقصف هدف لداعش في ليبيا التي استغل كل من داعش والقاعدة الأماكن غير الخاضعة للرقابة لإقامة ملاذ للتآمر والهجوم وتوجيه الاعتداءات الإرهابية”. نهاية الأسبوع الماضي إنه من الواضح تنظيم داعش نأى بنفسه عن الجماعات الجهادية المتنافسة مثل القاعدة، بقدرته على السيطرة على الأراضي وحاول جعلها موطئ قدم له في ليبيا. كما قال واينر، الذي خدم في إدارة أوباما، إن المسؤولين حذروا حتى قبل عام 2015 من أن ”داعش” سيستغل الفراغ الأمني في الربيع العربي في ليبيا بعد إنشاء مركز عمليات هناك. وقال ”كنا قلقين من ذلك الوقت”. ”كان ذلك خوفنا”. وقال مسؤول كبير بالمخابرات الأوروبية لصحيفة ”واشنطن تايمز خلال فصل الصيف إن العديد من الأوروبيين الذين سافروا للقتال مع تنظيم داعش في المنطقة كانوا ينقلون إلى ليبيا بعد احتمال حدوث هزيمة في سورياوالعراق، وفي حين أن المقاتلين الأوروبيين قد يسعون في نهاية المطاف للعودة إلى بلدانهم الأصلية، فإن جزءا كبيرا منهم يقيمون مؤقتا على الأقل في ليبيا. 500 ”داعشي” بليبيا خطر على أمن منطقة المغرب العربي وذكرت وكالة أنباء صوت أمريكا أن المسؤولين العسكريين الأمريكيين حددوا عدد مقاتلي داعش الناشطين في ليبيا البالغ عددهم 500 شخص، مقارنة ب6 آلاف مقاتل عندما كانت الجماعة الإرهابية تسيطر على سرت. وقالت إميلي إستل، الخبيرة في الشؤون الليبية إن الخلايا النائمة التابعة لداعش تزحف بالفعل إلى الأحياء والقرى المحيطة بسرت. وقالت ”نحن نشهد بالتأكيد عودة في ليبيا”. ”لقد أمضوا نحو عام يلملمون أطراف تنظيمهم”. وفي حين أن الفصيل المتنامي لداعش في ليبيا يتألف من مقاتلين محليين في الغالب، فمن المرجح أن توسع صفوفها خلال الأسابيع والأشهر المقبلة، حيث يتم استيعاب قدامى المحاربين في العراقوسوريا في المجموعة. وقالت إستل: إن قوة داعش المتنامية في ليبيا هي مزيج من ”كتائب الصحراء”، وهي وحدات مدرعة خفيفة ومتنقلة للغاية، قادت الجماعة الإرهابية عبر سوريا في عامي 2014 و2015، وخلايا نائمة سرية. وقد نفّذت إحدى هذه الخلايا هجوما انتحاريا الأسبوع الماضي في مدينة مصراتة ما أسفر عن مقتل خمسة أشخاص وإصابة 20 آخرين. وتستهدف هذه الهجمات الانتقامية المشاركين في الحملة لطرد داعش من سرت العام الماضي. كما أن الميليشيات في طرابلس وأماكن أخرى في شرق ليبيا هي أيضا أهداف محتملة في ما يمكن أن يكون حملة إرهابية وحشية في الأسابيع المقبلة. وقال الجنرال جوزيف دانفورد رئيس هيئة الأركان المشتركة للصحفيين في ماي إن النهج الاستراتيجي للجيش الأميركي تركز على قطع ”الربط بين الشركات التابعة لتنظيم داعش”، وخفض قدرة المجموعة الى نقطة تكون فيها القوات المحلية مع دعم خاص من المجتمع الدولي، قادرة على توفير الأمن”. مضيفا ”نحن نفعل ذلك في ليبيا والصومال وسوريا واليمن وأفغانستان”.