كشفت خارطة جغرافية تفصيلية أعدتها مصالح الاستخبارات الأمريكية مواقع انتشار تنظيم "الدولة الإسلامية" في الشمال الإفريقي. وذكر تقرير مرفق بالخارطة تسلّمه الرئيس الأمريكي،باراك أوباما خلال اجتماع أمني بمقر البيت الأبيض أن تنظيم "داعش يمتلك خلايا نائمة له في الجزائر رغم الضربات التي تلقاها فرعه "جند الخلافة" من طرف قوات الجيش بتصفية معظم قادته وركائزه". ودعت الاستخبارات الأمريكية إلى "تنسيق الجهود مع حكومات البلدان المعنية بتواجد فروع للتنظيم الإرهابي على أراضيها وحشد كل الطاقات للحيلولة دون تمدده من معقله في سوريا وكذا من ليبيا التي أصبحت منطقة استقطاب لجهاديي العالم". وجاء في بعض مقاطع من التقرير الذي بثتها قناة "آن بي سي" الأمريكية" أن "بعض نجاحات تنظيم داعش في سوريا حفّزّ عددًا من الجماعات الإرهابية إلى الانشقاق عن تنظيم القاعدة المهيمن في شمال إفريقيا، والمعروف باسم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي"، وإعلان ولائها للبغدادي". وتابع التقرير أن "من أبرز هذه المجموعات الإرهابية، تنظيم "جند الخلافة" بالجزائر، الذي يقوده أحد قادة تنظيم القاعدة والذي اختطف الفرنسي، إيرفي غورديل، في سبتمبر، ثم أصدر شريط فيديويظهر قطع رأس الرهينة بشكل جعل الجيش الجزائري يطلق عملية واسعة النطاق ضد الخلية الإرهابية، وتم من ذلك الحين اعتقال أووقتل معظم أعضائها المعروفين". وأشار التقرير أنه "وغير بعيد عن ليبيا والجزائر فقد أصدر لواء عقبة بن نافع في تونس، والذي كان يعرف منذ فترة طويلة بعلاقاته الجيدة مع "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي"، بيانات دعمه لتنظيم داعش،وقد شكل التدفق المستمر للمجندين التونسيين إلى جماعة البغدادي خطرًا أكبر، وأكثرهم يمرون عبر ليبيا للتدريب". ويتزامن تقرير الاستخبارات الأمريكية مع تقرير سري صادر من الأمانة العامة للأمم المتحدة حمل توقيع بان كي مون وحذّر من أن "الضغوط التي تمارس مؤخرا على التنظيم في ليبيا قد تحمل عناصره، بمن فيهم المقاتلين الأجانب، على نقل مواقعهم وإعادة التجمع في خلايا أصغر وأكثر انتشارا جغرافيا، عبر ليبيا وفي الدول المجاورة. "وأضاف التقرير أن "هزيمة داعش في سرت تبدوفي متناول اليد، ما يدفع العديد من عناصره على الفرار جنوبا وغربا وإلى تونس، مشيرا إلى أن انتشار مقاتلي التنظيم في مجموعات مسلحة في الجنوب قد يصبح مصدر قلق في المستقبل. "وأطلقت القوات الموالية لحكومة الوفاق الليبية المدعومة من الأممالمتحدة قبل أكثر من شهرين عملية "البنيان المرصوص" بهدف استعادة مدينة سرت من أيدي داعش بعدما خضعت لسيطرته لأكثر من عام. وذكر التقرير أن هناك ما بين 2000 و5000 عنصر من داعش ينحدرون من ليبيا وتونسوالجزائر ومصر ومن مالي والمغرب وموريتانيا، في سرت وطرابلس ودرنة، وأن عشرات من التونسيين في التنظيم عادوا إلى بلادهم وبنيتهم تنفيذ هجمات. وتطرق التقرير السري أيضا إلى جماعة أنصار بيت المقدس في مصر التي أعلنت الولاء لداعش، وقال إنها تتلقى أموالا وأسلحة وذخائر من ليبيا. وتبدي الجزائر مخاوف من تنامي تهديدات التنظيم الإرهابي "داعش"، الذي امتدت ضرباته إلى دول أوروبية، كانت آخرها في ألمانيا بعد فرنسا. وجاء التعبير عن هذه المخاوف على لسان الوزير الأول، عبد المالك سلال، الذي طلب "تجندا دوليا لمحاربة "داعش" خصوصا في ليبيا". وظهر أيضا قلق لدى وزير الخارجية، رمطان لعمامرة، عندما صرح بأن "الجزائر تدرس الحجم الحقيقي للتنظيم".