ما قاله وزير الخارجية عبد القادر مساهل بشأن المغرب، ليس كذبا ولا تأليفا من خياله، فتجارة المخدرات في المغرب قانونية، وللعرش مزارعه الخاصة، فهو المنتج والمصدر للقنب الهندي الأول في العالم، لكن خطأ مساهل أنه ما كان ليقول مثل هذا الكلام الذي سيحسب عليه بأنه تصريح رسمي، وموقف تتحمل الجزائر تبعاته، بل وسيعقد من العلاقات المتأزمة أصلا بين البلدين. فالسلطات المغربية تبحث عن أية فرصة لضرب الجزائر، ولا تفوت أية مناسبة لتتهجم عليها، والطعن في النظام والشعب وفي تاريخنا وأصولنا، وحتما ستستغل هذا التصريح الخارج عن إطاره لتعود ريمة إلى عادتها القديمة، ليخرج المخزن وإعلامه سجل القدح المعد ضد الجزائر لمثل هذه المناسبات. والمصيبة أن هناك من في الجزائر من اشتاط غضبا ضد تصريحات الوزير، والتهبت صفحات الجزائريين بمواقع التواصل الاجتماعي تذم الوزير وتنقتد بكلام لاذع تصريحاته. نعم خطأ مساهل، قلت، هو التصريح بكلام كهذا من موقعه كوزير خارجية، وكان عليه إن كان مجبرا على إرسال مثل هذه الرسائل، أن يسربها مثلما يفعل المخزن إلى الإعلام، خاصة وأنها الحقيقة المعترف بها من قبل التقارير الدولية ومن قبل جمعيات المجتمع المدني، لا سيما وأن بلادنا تعاني منذ عقود من السموم المغربية التي تأتينا برا وبحرا وجوا ومست شريحة واسعة من الشباب، وهذا منذ تجربة فتح الحدود في ثمانينيات القرن الماضي، قبل أن يعيد المغرب غلقها بدعوى الخوف من عدوى الإرهاب سنوات التسعينيات، ولذلك ترفض الجزائر إعادة فتحها، لأن المغرب يرفض من جهته التعاون لمراقبة الحدود بين بلدينا ويريدها مفتوحة أمام كل أنواع التهريب التي استنزفت اقتصادنا. ليس لأن السلطة ارتكبت الكثير من الأخطاء في تسيير المال العام، وتتهاون في محاربة الفساد الذي صار متحكما في السياسة، وليس لأن أصحاب رأس المال المشبوه صارت لديهم الكلمة في بعض القرارات الاستراتيجية، نتباكى اليوم على ”خدش حياء” المغرب الذي سببته تصريحات الوزير، التي جاءت في غير سياقها، وتسببت لنا في وجع رأس نحن في غنى عنه.