شهدت إمارة الشارقة تدشين أول منطقة حرّة للكتاب في العالم، بمساحة تصل إلى 40 ألف متر مربع، منها 6000 متر مربع للناشرين الراغبين في عرض إصداراتهم من القارات الخمس. وتضمّ مدينة الشارقة للنشر 300 مكتب مجهز للمستثمرين في الحقل و20 قاعة اجتماعات. وقال أحمد ركاض العامري رئيس هيئة الشارقة للكتاب إن هذه المنطقة الحرّة ستحرّر الكتاب من القيود المختلفة، التي تعرقل تنقله بين أبناء الكوكب، ”فتحرير الكتاب هو تحرير للمعرفة والفكر والفن والثقافة والحضارات، في عالم بات محتاجا إلى هذه الخطوة أكثر من أيّ وقت مضى، بالنظر إلى حاجته إلى ثقافة الحوار والتلاقي والتقارب”. وأشار العامري إلى أن مدينة الشارقة للكتاب ستعمل، وفق رؤية مدروسة، على أن تقول للعالم إن الفضاء العربي ليس غريبا عن إنتاج الكتاب واحتضانه وخدمته، بل الغريب عنه هو هذه التنظيمات المتطرفة، وهو ليس وحده مسؤولا عن وجودها، ”فلماذا تختزلوننا في إنتاج الإرهاب، وتنسون أننا منتجو ثقافة وفنون وفكر وكتاب؟”. وتزامن افتتاح مدينة الشارقة للنشر مع صدور العدد الأول من مجلة ”الناشر الأسبوعي”، بالتعاون مع مجلة ”بيليشرز ويكلي” الأمريكية التي يزيد عمرها عن 150 عاما، وتسعى إلى أن تكون المجلة العربية الأولى التي تعنى بشؤون الكتاب والكتّاب والكتابة والمكتبات. في ظل هذه الخطوة، التي وضعت سوق النشر في الواجهة، انطلقت الدورة ال36 من معرض الشارقة الدولي للكتاب، مستقطبة 1650 ناشرا من 60 دولة عارضين 1.5 مليون عنوان بكل اللغات المكتوبة. إضافة إلى برنامج أدبي وفني وفكري وثقافي مرافق ب2600 فعالية تنشطها وجوه بارزة من القارات الخمس، بما يجعل معرض الشارقة، الذي يصنّف الثالث عالميا عرسا للثقافات والحضارات، مجسّدا شعار الدورة: عالم في كتابي.