أكد ولي عهد السعودية الأمير محمد بن سلمان، أمس، خلال مكالمة هاتفية مع وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون، بأنّ المملكة تعتبر ضلوع النظام الإيراني في تزويد الميليشيات الحوثية التابعة له بالصواريخ عدوانًا عسكريًّا ومباشرًا من قبل طهران، وقد يرقى إلى اعتباره عملًا عدائيا من أعمال الحرب ضد المملكة. وكانت قوات الدفاع الجوي السعودية قد اعترضت صاروخا باليستيا أطلقه الحوثيون المدعومون من إيران من الأراضي اليمنية باتجاه الرياض يوم السبت. وفي ذات الشأن قال ثامر السبهان، وزير الدولة السعودي لشؤون الخليج العربي، إن بلاده ستعامل حكومة لبنان كحكومة إعلان حرب على المملكة بسبب ما وصفه ب"عدوان" حزب الله. وأضاف السبهان لوسائل إعلام سعودية أنه تم إبلاغ رئيس الوزراء اللبناني (المستقيل) سعد الحريري بأن أعمال العدوان التي يقوم بها حزب الله تعتبر "إعلان حرب على المملكة العربية السعودية من قبل لبنان ومن قبل حزب الشيطان اللبناني". ولم الوزير السعودي يكشف عن الإجراءات التي قد تتخذها المملكة ضد لبنان، كما لم يصدر أي تعليق من الحكومة اللبنانية. وذكر السبهان أن العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز أبلغ الحريري خلال استقباله الاثنين "عما تتعرض له المملكة من عدوان على أيدي حزب الشيطان، وتم إبلاغه أن هذه الأعمال تعتبر أعمال إعلان حرب على المملكة من قبل لبنان وحزب الشيطان"، منتقدا في ذات الوقت ما وصفه بصمت الحكومة اللبنانية على مدار العام الماضي، عن تجاوزات حزب الله، وقال إن السكوت: "معناه أنهم موافقون ومؤيدون للحزب، وهذا ما لمسناه، طوال سنة كاملة". وفي رده على سؤال بأن المملكة السعودية كانت تقوم في السابق بالتمييز بين الحكومة وحزب الله، قال السبهان "انتهى زمن التمييز". وخيّر الوزير السعودي اللبنانيين بين السلام وبين الانضواء تحت لواء حزب الله، مشيرا إلى أن المملكة تتوقع من الحكومة اللبنانية أن تعمل على ردع حزب الله. وتابع القول: "إذا وصلت الأمور إلى المضرة والمشاركة في حرب ضد المملكة، فسوف نقف أمام هذه المحاولات بكل قوة وبكل حزم". وكان السبهان قال في تغريدة دوّنها في صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر": "لبنان بعد الاستقالة لن يكون أبدا كما قبلها"، وأضاف أن بيروت لن تقبل أن تكون منصة لانطلاق الإرهاب نحو الدول العربية الأخرى، مؤكدا أن القرار بيد قادة هذا البلد، فإما أن يكون لبنان دولة إرهاب أو سلام. ونفى السبهان أن تكون السعودية قد أجبرت الحريري على الاستقالة، مشيرا إلى أن تلك الادعاءات "أكاذيب يروجها حزب الله وأتباعه". وكان الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله قال في كلمة متلفزة، يوم الأحد: "ليس هناك سبب داخلي لبناني لاستقالة الحريري"، داعيا "لضرورة التفتيش عن السبب السعودي". يذكر أنّ إعلان رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري عن استقالته من العاصمة السعودية الرياض، سعّر الأزمة بين الرياضوطهران وحزب الله، وأفادت التكهنات باحتمال نشوب حرب في المنطقة لاجتثاث الحزب. وقال مراقبون إن الاستقالة تأتي في إطارِ مخطط خليجي أمريكي يستهدف "حزب الله"، الذّراع العسكري الإيراني في لبنان. وبعدما راجت أخبار عن احتجازه في السعودية، قال تلفزيون المستقبل المملوك للحريري وقناة العربية التلفزيونية الفضائية المملوكة لسعوديين إن الحريري، غادر الرياض في وقت مبكر صباح أمس ووصل الإمارات، حيث التقى بولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان. ونشر بن زايد صورة تجمعه بالحريري أرفقت بعبارة محمد بن زايد يستقبل سعد الحريري ويبحث معه العلاقات الأخوية، ويطلع على الأوضاع والتطورات في لبنان. وكانت وسائط إعلامية على غرار الجزيرة نت وصحيفة الاخبار اللبنانية تناقلت خبرا مفاده أن الحريري قد يكون تحت الإقامة الجبرية في السعودية. وحمّل السيسي، بحسب ما ذكرت صحيفة "الأخبار اللبنانية المقربة من حزب الله"، رئيس المجلس النيابي نبيه برّي ثلاث رسائل إلى حسن نصرالله: أن لا يرد في خطابه على الحريري، أن لا يستفز حزب الله إسرائيل بغية عدم إعطائها أي ذريعة، وأن لا يستفز الشارع السنّي في لبنان. ونقلت الصحيفة أنه وبحسب السيسي، وتبعاً لمعلومات في حوزة مديرية الاستخبارات العامة، فإنه لا أدلة على محاولة اغتيال كان سيتعرض لها رئيس الحكومة اللبنانية، إلا أنه أمل في جلاء الأسباب التي تبقيه في السعودية، وأن لا يكون بقاؤه هناك سبباً للذريعة هذه. وأضاف: "أخشى أن يكون في الإقامة الجبرية".