صدر عبر شبكة الانترنيت وفي مواقع جزائرية معتمدة من قبل الدولة فتاوى لشخصيات دينية تحرم وتمنع الاحتفال بالأعياد الوطنية كعيد الاستقلال وعيد الثورة، ولم تستثن هذه الفتاوى المناسبات الدينية كالمولد النبوي الشريف ويوم عاشوراء، التي تحتفل بها الجزائر عبر كل ربوع الوطن• و قال أصحاب تلك الفتاوى بأنه لا يجوز الاحتفال بالأعياد الوطنية كعيد الاستقلال واندلاع حرب التحرير والأعياد الأخرى وأشباه ذلك من محدثات الأمور، التي سلك فيها كثير من المسلمين طريق أعداء الله من اليهود والنصارى وأشباههم، وختموا فتواهم بالدعوة الضمنية لأصحاب المؤسسات الاقتصادية التي تمول هذه الاحتفالات، بأن تكف عن ذلك• وكانت بعض المساجد مسرحا لإصدار مثل هذه الفتاوى، التي كانت بعضها سببا فيما شهدته العشرية الماضية من أحداث أليمة، من تعدي على الرموز الوطنية التي ضحى من أجلها مليون ونصف مليون شهيد• اتصلنا بالجهات المعنية لمعرفة هذا الصمت اتجاه ما ورد في تلك المواقع الإلكتروتنية، التي قال عنها بعض الأساتذة والحقوقيين بأنها تنم عن تواطؤ بعض الجهات• وكانت وجهتنا الأولى المجلس الإسلامي الأعلى الذي خص أحد أعضائه الأستاذ محمد شريف قاهر الفجر بتصريح مفاده، أنه كان الأولى بهذه التيارات الدينية أن تساعد قي تربية الجيل الصاعد للمساهمة في تنمية الوطن، قائلا بأن الدين لا دخل له في الاحتفال بالمناسبات الوطنية التي لا تتعارض مع سماحة الإسلام، كعيد الاستقلال والثورة، بل هو شكر الله على ماضي الأمة المجيد• وعن الاحتفال بمولد النبي صلى الله عليه وسلم، قال إن هذه الاحتفالات إنما هي تذكير بسيرته العطرة، كما أن آراء الباحثين والأساتذة في الجامعات سواء في العاصمة أو قسنطينة أو وهران، أجمعت على مشروعية الاحتفال بالمناسبات الوطنية والدينية• أما وجهتنا الثانية فكانت وزارة الشؤون الدينية حيث أكد إطار في الوزارة رفض الكشف عن اسمه، أن جهتهم تسعى دائما لمحاصرة مثل هذه الأفكار الهدامة التي تهدد البلاد والعباد، قائلا بأن الوزارة لا علم لها بمثل هذه القضايا، و في ظل صمت جهات الوصية، تعتزم الكثير من منظمات المجتمع المدني في عديد الولايات لرفع دعوى قضائية في هذا الصدد ضد كل من تسول له نفسه المساس بالمقدسات والرموز الوطنية باسم الدين•