كرّمت النقابة الوطنية للناشرين الجزائريين، أول أمس، عددا من عمداء النشر بالجزائر• حفل التكريم الذي نظم بالمكتبة الوطنية بالحامة على هامش الطبعة السابعة للصالون الوطني للكتاب، يأتي حسب رئيس النقابة محمد طاهر فرفي اعترافا بالمجهود الجبار الذي بذله هؤلاء الناشرون المؤسسون في خدمة الكتاب والعلم والثقافة بالجزائر• وعاد "وسام الناشر" لمكتبة النهضة التي تأسست أثناء الفترة الاستعمارية وبالتحديد عام 1944، وساهمت بإمكانياتها المتواضعة آنذاك في طباعة ونشر كتب جزائرية، حيث نشرت على سبيل المثال كتابا للمفكر الجزائري الكبير مالك بن نبي عام 1946، وكتابا لكاتب ياسين وهو في السابعة عشرة من العمر، وتسلم الوسام هشام ميموني الذي أكمل المسيرة بعد وفاة والده عبد القادر ميموني مؤسس دار النهظة• كما كرمت مكتبة "مرازقة- بوداود" التي تأسست عام 1963• المكتبة التي أوصلت الكتاب الجزائري إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية وسويسرا وبلجيكا ودول أخرى في العالم، كانت السباقة إلى استيراد أول كتاب عربي إلى الجزائر حسب السيد بوداود، ممثل المكتبة، الذي انتهز فرصة التكريم ليطلق النار على ما أسماها "الطفيليات" التي اقتحمت عالم النشر وقال إن هذا المجال بات مفتوحا "لمن هب ودب"• وتم أيضا تكريم دار الهدى ودار الكتب، فضلا عن المؤسسة الوطنية للنشر التي انهارت في تسعينيات القرن الماضي• وفي كلمته أثناء افتتاح حفل التكريم، تحدث رئيس نقابة الناشرين الجزائريين محمد طاهر فرفي عن "أزمة" يعيشها الكتاب بسبب التراجع المستمر في الإقبال عنه، ما جعل الناشر يعرض نفسه لمجازفة حقيقية، على حد تعبيره، إذا ما قرر نشر كتاب ما، ودعا فرفي إلى إيجاد قوانين تؤطر عمل النشر لرد الاعتبار للمبدع والناشر والكتاب• وإذا كان قرفي تحدث عن رقم 100 ناشر، فإن مدير المكتبة الوطنية أمين الزاوي أكد بأن الإيداع القانوني بالمكتبة الوطنية يشير إلى وجود 504 دار نشر بالجزائر، لكنه عاد ليتساءل عن عدد الناشرين المحترفين، ليجيب بأنهم لا يتجاوزون عدد أصابع اليد الواحدة•