اعتبر محافظ الأمن والسلم بالاتحاد الإفريقي "رمطان لعمامرة"، أمس، أن كل دول العالم معنية بتبادل المعلومات، سواء كان تعرف تهديدات من طرف الجماعات المسلحة "القاعدة" أم لا، وأضاف أن بعض الدول التي تجد نفسها اليوم في منأى عن الظاهرة قد تواجهها مستقبلا، وهو ما يستلزم عليها الاطلاع على الأوضاع الأمنية ودرجة التهديدات التي تشكلها هذه الجماعات• وفي السياق، أوضح "لعمامرة"، أمس، على هامش ملتقى حول مكافحة الإرهاب في شمال افريقيا، بالمركز الإفريقي للدراسات والبحوث حول الإرهاب بالعاصمة، أن التهديد الإرهابي حتى وإن اختلط في بعض الأحيان مع ظواهر أخرى، كالاختطاف وضخم إعلاميا، فإنه ليس حكرا على شمال افريقيا، ويصل إلى ما فوقها من الضفة الشمالية للمتوسط، واستدل المتحدث بالعلاقات الشبه دائمة بين نشاط الجماعات المسلحة والجريمة المنظمة من تزوير الوثائق، والاتجار بالأسلحة الخفيفة والاتجار بالبشر والمخدرات• وبالمقابل، تحدث عن حاجة الدول في مواجهة الإرهاب لوسائل أخرى، في مجال اكتشاف عمليات تزوير وثائق الهوية وجوازات السفر، وكذا تقنيات تفكيك المتفجرات خاصة في إفريقيا، واعترف أنه في الوقت الذي يتوسع فيه التهديد الإرهابي، فإنه ما تزال بعض الدول لا تتوفر على متخصصين في تفكيك المتفجرات، وأكد "رمطان لعمامرة" على أهمية التكوين المستمر للمكونين في مكافحة الإرهاب• وقال أن مخزون المعلومات المطلوب تبادلها خلال الملتقى، الذي يستمر إلى غاية يوم غد، سترفع على شكل توصيات للاتحاد الإفريقي، من طرف المركز الإفريقي للدراسات والبحوث حول الإرهاب• كما أكد محافظ السلم والأمن بالاتحاد الإفريقي على ضرورة مراجعة أمن المطارات والموانئ بشكل مستمر• وعن الأموال التي تدعم بها إفريقيا في مكافحة الإرهاب، قال أنها محددة في ميزانية خاصة أقرها الاتحاد الإفريقي، بالإضافة إلى مساهمات من اسبانيا، التي مولت لقاء أمس، وايطاليا ودول أخرى من الإتحاد الأوروبي• وفي السياق ذاته، وجه مدير المركز الإفريقي للدراسات والبحوث في الإرهاب "بوبكر غاوسو ديارا" خلال الملتقى نداء إلى المجموعة الدولية من أجل دعم نشاطات المركز، وبالتالي مكافحة الإرهاب بصفة أكثر جدية، وتعزيز قدرة الأفارقة على المحاربة، وأضاف المتحدث أن مكافحة الإرهاب تقتضي تعاونا فعالا، حيث أن الخطر أصبح يتنقل من ضفة لأخرى، خاصة عبر قوارب الهجرة السرية• وقال إنه على الخبراء المجتمعين في الجزائر، التوصل إلى إستراتيجية للخروج من الأزمة الأمنية من خلال تحديد درجة الهشاشة والأوضاع التي تنمو فيها الجماعات المسلحة، وهنا تحدث "ديارا" عن مشاكل الفقر والتطرف باعتبارها أكثر الأسباب المساعدة على تكاثر العناصر الإرهابية• وأضاف "ديارا" أن نقاط الاتصال - وهو مسؤول يعين من قبل كل بلد عضو في الاتحاد الإفريقي ومنظمات إقليمية إفريقية، ليكون محاورا للمركز الإفريقي للدراسات والبحث في الإرهاب بشأن المسائل المتعلقة بالأمن- تساهم في تنفيذ أفضل لخطة إفريقيا في مكافحة الإرهاب• من جهته، اعتبر سفير اسبانيابالجزائر "خوان لينا" أن بلده تواجه نفس التهديد الإرهابي، الذي يواجهه شمال إفريقيا، ولا حل سوى الاهتمام أكثر بالوقاية والتكوين، وجعلها من مراكز اهتمام كل الدول، وجدد دعم حكومته للمركز الإفريقي للدراسات، والبحوث حول الإرهاب من أجل التوصل إلى مكافحة فعالة للظاهرة•