أفادت مصادر أمنية أن قياديا بارزا في الجماعات المسلحة بصحراء الساحل، عبر عن رغبته في التوقف عن الإرهاب، في الوقت الذي كشف فيه رمضان لعمامرة، مفوض السلم والأمن في الاتحاد الأفريقي، إن الإرهاب «أحد أهم التحديات التي تواجه القارة السمراء»، وأشار إلى أن دول القارة «بصدد مراجعة قوانينها الوطنية» ذات الصلة بتجريم العمل الإرهابي، . وأبدى لعمامرة في الجزائر العاصمة أمس، مخاوف من «قدرة آفة الإرهاب على التكيف والانتعاش المؤقت جراء صلاتها بجرائم أخرى عابرة للحدود». وانتقد لعمامرة بوضوح «عدم تحلي بعض بلدان أفريقيا بالإرادة التي تملكها دول أخرى في مجال مكافحة الإرهاب». وتابع: «على الرغم من كون الجهود المبذولة في هذا المجال لا تسير بالسرعة المرجوة، فإن أفريقيا تظل متمسكة بدورها في تعزيز التعاون في محاربة الإرهاب، حتى وإن كانت كل البلدان لا تمتلك الإرادة نفسها التي تتحلى بها دول أخرى على غرار الجزائر». وكان الدبلوماسي الجزائري، رمضان لعمامرة، يتحدث خلال اجتماع بحث خطورة الإرهاب، في «المركز الأفريقي للدراسات والبحوث حول الإرهاب»، في الضاحية الشرقية للجزائر العاصمة. وذكر أن حداثة «المركز» لم تمنع مسؤوليه من فتح 48 «نقطة ارتكاز» في أفريقيا، وهي بمثابة مراكز تجتمع فيها المعطيات الأمنية حول الجماعات المسلحة التي تهدد أمن الدول، خاصة الساحل الأفريقي. واعتبر أداء الاتحاد الأفريقي في مجال الأمن والإرهاب «إيجابيا؛ سواء تعلق الأمر بالتعاون في ما بين بلدانه أو التعاون بين أفريقيا وباقي الدول، حتى تلك التي تعتبر نفسها غير معنية بجهود مكافحة الإرهاب». وكشف مدير «مركز البحوث حول الإرهاب» بالنيابة، إلياس بوكراع، للصحافة عن التحضير ل«قانون نموذجي» يجرم دفع الفدية للجماعات الإرهابية. وقال إن الاتحاد الأفريقي يريد من خلال هذا المسعى «ألا يترك مجالا أمام التأويلات»، في إشارة إلى قضية دفع الفدية لخاطفي الرعايا الغربيين، تحت غطاء إنساني، وهو مبرر تقدمه حكومات المختطفين عندما تدخل في مفاوضات مع الخاطفين بهدف إطلاق سراحهم، وحدث ذلك في مناسبات كثيرة بمنطقة الساحل جنوب الصحراء. ونقلت وكالة الأنباء الجزائرية عن بوكراع قوله، إن لوائح وقرارات مجلس الأمن حول محاربة الإرهاب وتجريم تمويله، «تبقى غير صارمة بما فيه الكفاية ولا تحيط بكل الأبعاد التي تأخذها ظاهرة دفع الفدية». وفي سياق ذي صلة، قالت مصادر أمنية جزائرية إن أحد أبرز قيادات العمل المسلح في الصحراء يريد التخلي عن السلاح. ويتعلق الأمر بمختار بلمختار، الذي تبحث عنه دول غربية وأخرى في الساحل الأفريقي لتورطه في هجمات على جيوش المنطقة، وفي خطف سياح أجانب. ودخلت والدة بلمختار الذي ينحدر من الصحراء الجزائرية، في اتصال معه منذ شهر. وأبلغت أجهزة الأمن أنه يعاني من متاعب صحية جعلته غير قادر على مواصلة العمل المسلح. كما نقلت عنه قوله إنه لا تربطه أية صلة بتنظيم القاعدة الذي يقف وراء ظاهرة اختطاف الأجانب في الصحراء. ويوجد بلمختار الملقب «خالد أبو العباس»، حاليا في منطقة حدودية بين الجزائر ومالي، على رأس مجموعة تتكون من 10 مسلحين أغلبهم من موريتانيا.