اختتم، أمس الثلاثاء، الملتقى الدولي حول لنظرية النقدية المعاصرة والعولمة، الذي نظمته جامعة فرحات عباس بسطيف. وحسب الاستاذ المكلف بالاعلام على مستوى قسم اللغة والأدب العربي بالجامعة، فإن الملتقى جاء " للحفر" في الأجهزة المفاهيمية، التي تقف وراء تشكل المفاهيم والمصطلحات، في إطار ما يعرف اليوم ب"فتوحات العولمة"، حيث تم الانتقال من المصطلح النقدي إلى الثقافي إلى الاقتصادي (الرقمي/ الإلكتروني)، وبدل الحديث عن العقل البشري أضحى الاهتمام منصبا على العقل الآلي وفسح المجال إلى نظام الوسائط. وأمام هذه التحولات المعرفية، فقد أصبحت المصطلحات بوابة العلوم ومفتاحها، حيث ينشأ المصطلح ويتشكّل قبل أن يُبعث به إلى التداول. وهذا، من ثمار العولمة، إذ جرت عولمة الاقتصاد معها عولمة الثقافة، حيث يتشكل مجتمع تقني جديد، لا يعترف بالحدود أوالهويات، وإذا جئنا إلى عالم النقد، فمدار الكلام عن نظرية التناص، حيث تتم هجرة النصوص وارتحالها داخل الثقافة الواحدة، أومن ثقافة إلى أخرى، كما تتعدد النصوص وتتداخل على سطح النص الواحد، بل وتتعدد قراءة النص الواحد، وهذا بعد أن تحول القارئ من قارئ نموذجي إلى قارئ مخبِر، إلى قارئ مبدع، إلى قارئ تفاعلي، وصولا إلى القارئ التواصلي، كثمرة من ثمار الرؤية التداولية، حيث يتم الحديث عن المجتمع التداولي "التواصلي". هذا وقد تمت مناقشة العديد من المحاور خلال الملتقى، الذي عرف حضور 32 مشاركا، ضمنهم أساتذة من تونس، المغرب وآخرون من مختلف جامعات الوطن، وتمحورت في مجملها حول العقل العربي والعولمة أولا، والعقل الغربي والعولمة ثانيا، وتحولات الخطاب النقدي من نقد أدبي إلى نقد ثقافي.