شكل موضوع "المصطلح وواقع الاستعمال" محور يوم دراسي نظمه اليوم السبت بالجزائر العاصمة مركز البحث العلمي والتقني لتطوير اللغة العربية بمشاركة مجموعة من المخابر المتخصصة . يهدف هذا اللقاء العلمي - حسب منظميه - الى مناقشة "إشكالية ترجمة المفاهيم العلمية والمصطلحات التقنية في مختلف المجالات الى اللغة العربية" الى جانب "دراسة أحسن السبل والوسائل الكفيلة بوضع نماذج لتوليد المصطلحات في اللغة العربية". وبهذه المناسبة أشارت الوزيرة المنتدبة المكلفة بالبحث العلمي السيدة سعاد بن جاب الله في كلمة ألقاها نيابة عنها إلياس خثير مستشار بالوزارة الى أن الإشكالية المطروحة بحدة في هذا المجال " تدور حول ترجمة المصطلح". وأوضحت أن الباحثين في اللسانيات والسيميائية يلاحظون "التضارب الموجود في نقل المصطلح الى اللغة العربية" مما أدى - كما قالت- الى "صعوبة نقل المعرفة الى الطلبة والباحثين فتعددت الخطابات وتعددت معها الترجمات, وأضافت الوزيرة أن الذي أدى الى هذا الوضع هو كون المجهودات التي بذلت في مجال ترجمة المصطلح هي" جهود فردية (...) وتبتعد عن العمل الجماعي". وحول موضوع "المصطلح بين النموذج والاستعمال" أكد مدير مخبر الترجمة والمصطلح بجامعة الجزائر الأستاذ عبد القادر بوزيدة أن هناك مشكل كبير في اللغة العربية بخصوص المصطلحات التي تطلق للدلالة على بعض المفاهيم في عدد من التخصصات كالدراسات اللسانية والنقدية, وبعد أن أشار الى أن هناك طرق في توليد المصطلحات في مختلف اللغات تؤدي الى كلمات للدلالة على معاني أكد أن عملية نقل المفاهيم من لغات أجنبية الى اللغة العربية حدث فيها اضطراب الى درجة أن القارئ غير المطلع لا يستطيع أحيانا أن يفهم الكثير مما يكتب سيما وأن هذه المصطلحات منقولة من لغات أخرى ليست لها ذات البنية مع اللغة العربية, واقترح الأستاذ بوزيدة في هذا الشأن "تكوين فرقة عمل تكون مهمتها النظر في هذه المصطلحات على أن تتكون من مختصين ينتمون الى مخابر مختلفة". بدورها أكدت مديرة مخبر تحليل الخطاب التابع لجامعة تيزي وزو السيدة أمينة لعلا في مداخلة حول موضوع "إشكالية ترجمة المصطلح في الدرس التداولي المعاصر" أن هناك "أزمة في وضع المصطلح ", ومن بين الأسباب التي تقف وراء هذه الأزمة - حسب المتدخلة - "النظرة المثالية للمصطلح خاصة ما ارتبط بالدعوة الى توحيد المصطلح". ودعت السيدة لعلا في هذا الشأن الى وجوب "ربط المصطلح بالمنظومة والمفاهيم التي انطلق منها" وكذا "الإقرار بمبدأ الاختلاف فوجود عدد من المصطلحات للدلالة على مفهوم واحد هو في حد ذاته تعبير عن ثراء اللغة وليس عن أزمة". وفي سياق متصل أوضح مدير مخبر الدراسات الصوتية بجامعة الجزائر الأستاذ عبد المجيد سالمي أن الإشكالية الأساسية لتطوير اللغة العربية تتمثل في "المصطلح العلمي", فمن بين مشاكل المصطلح العلمي أشار الأستاذ سالمي الى "عدم وجود مؤسسات تنسق العمل فيما بينها" الى جانب "عدم وجود تنسيق بين الباحثين في المصطلح اللغوي والقطاع الاقتصادي". من جهته كشف مدير مركز البحث العلمي والتقني لتطوير اللغة العربية الأستاذ رشيد بن مالك أن المركز سينظم في غضون هذه السنة عددا من الملتقيات المتخصصة تتناول مواضيع " العلاج الآلي للغة " وأمراض الكلام " وملتقى دوليا حول "علوم اللسان" وغيرها. واج/ الشروق