أكد المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة (الفاو) السيد جاك ضيوف أن الأزمة الغذائية الحالية تعد "الأخطر منذ خمس عشرة سنة" وتمس "العالم بأسره إلا أن البلدان السائرة في طريق النمو هي الأكثر تضررا"• وأوضح السيد جاك ضيوف في حوار نشرته صحيفة "لوجورنال دي ديمونش"، "أنها أزمة خطيرة جدا"• وحسب مؤشر منظمة الأغذية والزراعة فإن أسعار المواد الغذائية قد ارتفعت بنسبة 58 بالمائة في ظرف سنة واحدة وبنسبة 131 بالمائة بالنسبة للحبوب• وقد أرجع المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة هذه الأزمة "إلى التقاء عوامل سلبية أدت إلى ارتفاع الأسعار"، مشيرا خاصة إلى أثر التغيرات المناخية التي أدت إلى الحصول على محاصيل ضعيفة خلال العام الماضي في عديد البلدان علاوة على نضوب المخزون وتزايد الطلب بسبب تزايد عدد السكان في العالم، وأخيرا الطلب الجديد على الطاقة العضوية"، مضيفا أن "الإنتاج الفلاحي كان حتى الآن كافيا لضمان الغذاء البشري والحيواني إلا أن كميات كبيرة أضحت الآن توجه إلى إنتاج الطاقة العضوية"• كما اعتبر السيد ضيوف أن هذه الأزمة الغذائية "تمس العالم بأسره بما أن هناك عولمة لتبادل المنتجات الفلاحية"، إلا أن "البلدان النامية هي التي تعاني أكثر"• وتابع قوله إن "هذا الوضع مرشح للاستمرار" لأنه لا توجد - كما قال - "أسباب موضوعية تدفع لانخفاض الأسعار• حقيقة سيشهد الإنتاج العالمي من المواد الفلاحية هذه السنة ارتفاعا بنسبة 4,6 بالمائة إلا أن ذلك لن يكون كافيا لمواجهة تزايد الطلب"• في ذات السياق أوضح المسؤول الأول عن المنظمة أن "المشكل لم يعد اقتصاديا وإنما سياسي واجتماعي ويمكن لهذه الأزمة أن تهدد السلم والأمن العالميين"، معربا عن أمله في أن تسمح قمة روما المقبلة المزمع عقدها في جوان المقبل "للزعماء الدوليين باتخاذ الإجراءات الضرورية لتخفيض الأسعار"• وللخروج من هذه الأزمة يوصي السيد ضيوف باتخاذ إجراءات على المدى القصير وتتمثل "أولا في مواصلة تقديم المساعدات الغذائية لسكان البلدان التي تشهد نزاعات ولكن يجب خاصة مواجهة مشاكل العرض، كما ينبغي السماح للمزارعين بالحصول على البذور والأسمدة التي شهدت أسعارها هي الأخرى ارتفاعا"، محذرا بقوله "وإلا علينا مواجهة وضع أكثر خطورة مما هو عليه اليوم"•