ما تعيشه هذه الأيام حديقة البوسفور بوسط قسنطينة يستدعي فعلا التنويه ويبرز أنه بالإمكان المحافظة على مثل هذه الفضاءات التي قلت في مدننا وللأسف الشديد وتنشيط الأجواء بها وفتحها على الدوام للعائلات والمجموعات والأفراد بقليل من المبادرات والتنظيم ••اليوم هذه الحديقة التي أغلقت لسنوات طويلة قبل أن يعاد فتحها لتكون الملاذ المفضل للمنحرفين والمتشردين كغيرها من حدائقنا أدخلت عليها احتفالات يوم العلم وجمعية براعم الأندلس لتزيين الطبيعة والمساحات الخضراء أجواء مغرية جلبت إليها أعدادا غفيرة من الزوار فهناك اختلطت روائح الورود والأزهار بعبق ماء الزهر والورد المقطر وهي من تقاليد قسنطينة المميزة وبتغاريد الطيور وحركيات الأسماك في الأحواض الاصطناعية التي عرضت لمتعة العين وللبيع أيضا فكل الزوار عبروا عن إعجابهم بهذه الأجواء التي صارت قليلة الحدوث في محيط صارت فيه مظاهر الفوضى والقذارة هي الأقوى والبيئة آخر من يلتفت إليها •• إن تحسين المحيط والمحافظة على البيئة وإضفاء الجمال على مساحاتنا العمومية وفي الشوارع وزيادة على كونه تصرفا حضاريا فإنه يعبر عن حس ووعي يجب أن توسع دائرته وتلك مسؤولية الجميع فرادى ومجموعات ومسؤولين وجماعات محلية فماذا لو يهتم الفرد بمدخل بيته تماما كما يعتني بغرف إقامته من الداخل ؟ وماذا لو أن رئيس البلدية لا يكتفي هو الآخر بتنظيف محيط مقر بلديته وجعل مكتبه مضربا للبحبوحة والفخامة ليجوب كل المناطق التي تدرج ضمن إقليمه ؟ المؤكد وإن حدث ذلك أن المواطن سيجد نفسه يعيش في وسط مشرف ويندمج تلقائيا في هذا المسعى ولو تدريجيا بالنظر لعقلية الجزائري في حد ذاتها••فحدائقنا و ساحاتنا العمومية وشوارعنا بحاجة إلى أعياد على الدوام تصنعها نظافة المحيط وتحسينه ولا تنحصر في احتفالات يوم العلم أو غيره••