يشتكي العديد من مواطني ببلدية "بوغني"، الواقعة على بعد 41 كلم عن مقر الولاية تيزي وزو، من نقص التغطية الصحية على مستوى هذه المنطقة التي تميزها التضاريس الجبلية الوعرة صعوبة مسالكها• وينطبق حجم هذه المعاناة اليومية على سكان قرية "آث أعلي" الذين يطالبون السلطات المحلية بضرورة التعجيل في توفير طبيب خاص لقاعة العلاج الوحيدة التي تتوفر عليها المنطقة التي تبين حسب تصريح العديد من هؤلاء المواطنين ل "الفجر"، من افتقارها لسيارة إسعاف والتي من شأنها تقليص المسافة للمرضى لاسيما في الحالات الاستعجالية، لكن تبين حسب شهادة هؤلاء دائما أن الوضع ازداد تأزما، بسبب إجبار الكثير منهم في قطع مسافة تتجاوز 15 كلم، قصد الوصول إلى أقرب مركز صحي، والمتواجد أساسا بقلب منطقة بوغني، خاصة خلال فترات الشتاء حيث البرودة والأمطار الغزيرة، ناهيك عن الوضعية المهترئة التي آلت إليها طرقات البلدية التي تنتظر التفاتة من المسؤولين المحليين قصد سد مختلف الثغرات والحفر التي أصبحت ديكورا تلازمها، ما يعيق من حركة التنقل السريع لأصحاب حافلات النقل مابين البلديات• كما ذكر كل من تحدثنا إليهم أن قاعة العلاج هذه التي فتحت أبوابها مؤخرا لم يمنح تسييرها لطبيب مختص، إنما يشرف عليها ممرض لم يتمكن بدوره ضمان التغطية الصحية الكاملة لكل المرضى على مستوى قرية "اث اعلي"، في ظل نقص الوسائل الضرورية من أدوية ووسائل مادية أخرى، كما طرحوا فكرة ضرورة إنجاز سكن وظيفي على مستوى قاعة العلاج قصد تسهيل مهمة الطبيب الذي سيتم توظيفه ومساعدته في أداء مهمته الإنسانية، لكن كل هذا - حسبهم - لم يلق آذانا صاغية من طرف الجهات المعنية التي تجاهلت تماما مصير هؤلاء المواطنين الذين ما يزالون يتيهون بين ضفة وأخرى سوى لإسعاف ذويهم رغم الظروف الطبيعة والمادية القاهرة التي يتخبط فيها الكثير منهم• وعليه طالبوا من المسؤولين المحليين بضرورة التدخل العاجل تفاديا لما حدث الموسم الفارط عندما فقد شيخ حياته، وهو في طريقه إلى منطقة بوغني لتلقيه الإسعافات الأولية اللازمة، لكنه لفظ أنفاسه الأخيرة، قبل أن يصل إلى المكان المحدد•