حذرت ندوة عقدت بالقاهرة وتطرقت إلى "مشروع جمع وتوثيق وتنمية المأثورات الشعبية المصرية" من سرقة إسرائيل التراث الشعبي الفلسطيني والمصري خاصة من شبه جزيرة سيناء• وفجر أحد المشاركين في الندوة مفاجأة بقوله إن "مأثوراتنا الشعبية تسرق سواء من إسرائيل أو غيرها، وحسب الاتفاقيات الدولية ما دمنا لم نوثقها ونسجلها باسمنا تصبح حقا لمن حصل عليها"• وقال خبراء في الندوة، التي نظمها المجلس الأعلى للثقافة، إن أرشفة مأثورات شعبية لدولة بحجم مصر الحضاري قضية مهمة في ظل متغيرات دولية لا تحترم إلا القوة الغاشمة• ولفت أستاذ العمارة الشعبية حنا نعيم إلى أن تدمير القوة الحضارية لأبناء العراق جعل من الحفاظ على الأرشيف الوطني قضية أمن قومي يلتف حولها جميع أبناء الوطن• بدوره أبدى أستاذ العادات والمعتقدات بالمعهد العالي للفنون الشعبية الدكتور سميح شعلان أسفه لسرقة سيدة أجنبية تراث واحة سيوة، وقيام إسرائيل بسرقة تراث مصر وتكوين مشروع خاص منه، مشددا على أن هذه "الاستفزازات إن لم تؤد إلى حالة استنفار فهذه طامة كبرى"• كما كشف شعلان أن إسرائيل "سرقت كل ما لدينا ووضعته في أرشيفها"، وهو ما أدى إلى استنفار فريق عمل المشروع الخاص بجمع وتوثيق وتنمية المأثورات الشعبية المصرية• وأضاف أن الفريق كون أرشيفا قوميا للفنون الشعبية كهدف رئيس للمشروع، يحافظ على الخصوصية للأجيال القادمة، من خلال مناهج علمية وكوادر بشرية قوية ومدربة على عمليات الجمع المتشابكة والمتداخلة والمتكاملة ولا نبغي إلا الرصد العلمي الأمين"• من جانبه نبه مسؤول المشروع أسعد نديم إلى أنه يعمل بآلية رقمية وبتكنولوجيات المعلومات• وتم تدريب المشاركين في المشروع وتزويدهم بأجهزة حديثة تمكن الشخص المبعوث للأقاليم من تفريغ المعلومات وإرسالها للمقر الرئيس للمشروع في حي الجمالية، وفي ذات اليوم يتواصل معه أستاذه عبر الإنترنت ويقيمه ويوجهه أثناء عمله الميداني• وأعلن نديم أن مادة المشروع ستوضع على شبكة المعلومات الدولية ليفيد منها الجميع في كل مكان وبسهولة• أما رئيس أكاديمية الفنون عصمت يحيى فتساءل عن مستقبل المادة الأرشيفية بمركز الفنون الشعبية، التي جمعت على مدار نصف قرن، ودعا فريق عمل المشروع لنقله من مقر الجمالية إلى مقر المعهد• وأوضح الدكتور أحمد مرسي أستاذ الأدب الشعبي بجامعة القاهرة وعميد كلية الآداب ببني سويف أن المأثورات الشعبية هي الفنون والعادات والتقاليد وأشكال التعبير المختلفة منها الحركة والإيقاع وتشكيل المادة، وشرط اعتبارها من المأثورات الشعبية أن تعبر عن الوجدان الجمعي وأن تتداول بين الناس• وصدر المجلد الأول للمأثورات الشعبية عن الخبز، والثاني عن الآلات الموسيقية، والثالث سيصدر في غضون شهور عن الأواني الفخارية• الوكالات