وان كان بالإمكان استساغة ما قد يترتب عن أية أشغال كبرى من تخريب للطرقات وإحداث أضرار بليغة بها شريطة أن تكون أشغالا منظمة تم التنسيق لها مع جميع المصالح المعنية، فإن ما آلت إليه وضعية شارع دكتور سعدان على وجه الخصوص وحي الشطيط الغربي منذ بداية الأشغال بهما، حسب شهادة سكان هذه الأحياء، إنما يدرج في خانة العمل العشوائي نتيجة نقص الخبرة والكفاءة المهنية لأصحاب المقاولات، وعدم احترام المعايير التقنية المعمول بها والتي كثيرا ما تسببت في وقوع مشاكل بين المواطنين وبعض المؤسسات التي تشرف على إنتاج وتسيير مواد حيوية وضرورية مثل مصالح الجزائرية للمياه ومصالح سونلغاز• أشغال تجديد قنوات الصرف الصحي التي باشرها هؤلاء الخواص بهدف تغيير القنوات الإسمنتية القديمة ذات الأقطار الصغيرة والتي تآكلت بفعل المواد العضوية والتي لم تعد صالحة للاستعمال قياسا بتاريخ إنجازها الذي يعود لسنوات طويلة، الأمر الذي أصبح يستدعي تجديدها بقنوات بلاستيكية بقطر 400 ليكون الهدف هو إنجاز هذه القنوات ذات الأهمية الكبيرة على أكمل وجه ووفق ما يتماشى مع المقاييس التقنية المتعارف عليها حفاظا على صحة المواطنين بالدرجة الأولى وتجنيبهم الأمراض الخطيرة المتنقلة عن طريق المياه• ولعل هذا ما دفع مصالح الجزائرية للمياه في التاسع والعشرين من الشهر المنصرم إلى مراسلة وحدة الديوان الوطني للتطهير حرصا منها على توزيع مياه صالحة للشرب ذات نوعية جيدة وكذلك من أجل لفت انتباهها إلى احتمال تلوث المياه الصالحة للشرب بالمياه القذرة بالنظر للتسربات التي تم تسجيلها على وجه الخصوص بحي الشطيط الغربي يومي الرابع والعشرين والخامس والعشرين من نفس الشهر، نتيجة ما تعرفه شبكات الصرف الصحي من تصدع، ورغم خطورة الوضع في حالة تلوث المياه الصالحة للشرب بسبب قدم هذه القنوات الإسمنتية وعدم صلاحيتها، فقد لاحظنا أن بعض القنوات البلاستكية قد تم وضعها داخل خنادق نصف ممتلئة بالمياه القذرة المتسربة من القنوات القديمة مع ردمها بالرمال الناعمة، وأكد لنا أحد التقنيين من الديوان الوطني للتطهير ممن رافقونا إلى عين المكان، أنه كان من الواجب أن يتم التمهيد لهذه الأنابيب بالرمال الناعمة بصفة جيدة، كما أن وجود هذه الكميات الكبيرة من المياه القذرة داخل الخنادق يعني أن احتمال التلوث وانتقال العدوى يبقى قائما في أي وقت نتيجة العشوائية واللامبالاة في مثل هذه الأشغال التي تتطلب كفاءات على قدر كبير من المهنية والاحترافية• هذا إلى جانب ما تسبب فيه هؤلاء الخواص من أعطاب على مستوى شبكات توزيع المياه الصالحة للشرب كانت سببا كافيا في حدوث تذبذبات في التوزيع، وكذا على مستوى الإيصالات الفردية لعدد من المواطنين كما شهده شارع دكتور سعدان أثناء هذه الأشغال مما أدى إلى عدم تموينهم بالماء الشروب لساعات طويلة إضافة إلى عملية تصليحها بطريقة غير لائقة• يذكر أن مصلحة علم الأوبئة والطب الوقائي بالأغواط قد أخذت عينات للمخبر الولائي قصد إخضاعها للتحاليل البكتريولوجية بتاريخ 14/04/2008 بعد شكوك في احتمال تلوث المياه الصالحة للشرب بحي الشطيط الغربي،غير أن ما أثبتته نتائج المراقبة اليومية لمخبر الجزائرية للمياه، تؤكد أن الماء خلال الفترة المذكورة وفي كل الأوقات معالج بصفة جيدة أي أن نسبة الكلور الراسب مساوية ل :(0•4) في اللتر الواحد، كما أثبتت نتائج التحليل البكتريولوجي لنفس المخبر خلو الماء الموزع من أي تلوث جرثومي، وتجدر الإشارة بنفس الحي إلى أن هناك عددا من السكان لا يخزنون الماء بطريقة صحية، كما نسجل وجود قنوات حديدية قديمة لاتزال تستعمل لتوزيع المياه الصالحة للشرب مما يستدعي تجديدها من طرف مصالح البلدية• أحمد بن الطالب فوال