إن المشاريع التنموية في شتى المجالات على مستوى الولاية حولت مدينة الأغواط إلى شبه ورشة للأشغال، ورغم الإيجابيات الكبيرة التي يمكن تسجيلها من خلال هذه المشاريع، إلا أنها كثيرا ما تتسبب في أعطاب على شبكات توزيع المياه الصالحة للشرب بسبب عدم احترام المقاييس التقنية المعمول بها في أشغال معينة من طرف بعض الخواص، وكذلك بسبب عدم أخذ الحيطة والحذر عند مباشرة عملية الحفر، كما هو الحال بالنسبة لمشروع تجديد قنوات الصرف الصحي بحي الشطيط الغربي الذي انطلقت به الأشغال - حسب السيد طالب الطيب رئيس جمعية التكافل الاجتماعي - منذ السادس من أفريل من السنة الجارية وعلى مسافة 800 متر فقط ولم يسلم إلى حد الآن، الأمر الذي أفسد حيوية الحي الآهل بالسكان والمعروف بحركة تجارية نشطة تضاهي تلك التي يشهدها وسط المدينة، وحلت محلها صورة غير مشرفة لا تليق بسمعة حي الشطيط العتيق من خلال مخلفات الأشغال والأتربة المنتشرة على جنبات الطريق. ودائما حسب محدثنا فإن أشغال تجديد قنوات الصرف الصحي أسندت لاثنين من الخواص، أحدهما لوضع القنوات والثاني لبناء الغرف الإسمنتية وهو ما جعل أشغال المشروع تتأخر إلى هذا الحد، ناهيك عن عدم الانضباط وإعطاء الأولوية للأمور العالقة، فالزيارة الميدانية التي قادتنا إلى عين المكان في حدود الحادية عشرة صباحا من يوم الأربعاء تؤكد ذلك، فرغم أن الحي يشكو نقصا في التزود بالماء الشروب نتيجة العطب المسجل على مستوى شبكة التوزيع والذي أدى إلى اختلاط المياه الصالحة للشرب بمياه الصرف، إلا أننا لم نصادف أحدا من المعنيين بالمشروع سوى عدد من المواطنين المتذمرين من الوضع الذي آل إليه حيهم وبعض ممثلي الجمعيات المحلية، ما دفع مصالح الجزائرية للمياه للتدخل الفوري بغلق كل الصمامات إلى حين وضع قنوات الصرف أولا ليتسنى بعدها القيام بأشغال الربط لشبكة جديدة للمياه الصالحة للشرب، مع القيام أيضا بأشغال الإيصال لخمسة مواطنين قطعت إيصالاتهم الفردية أثناء الأشغال المسندة لأحد الخواص، وهي المهمة الشاقة التي كلفت الفرقة المداومة للجزائرية للمياه العمل بدون توقف يوم الخميس الماضي من الساعة السابعة صباحا الى غاية الحادية عشرة مساء. وإن كان النقص في التموين بالماء الشروب يعود في بعض الأحيان الى الأعطاب التي سبقت الإشارة إليها، فإن مرده في أحيان أخرى الى الطلب المتزايد في الفترة الصيفية للماء الشروب، ناهيك عن الاستهلاك المفرط لهذه المادة الحيوية إلى درجة التبذير من طرف سكان المناطق المنخفضة والمعروفة بوفرة في المياه بصفة مستمرة لخصوصية منطقتهم ولعدم وضع الشبكات القديمة لتوزيع المياه الصالحة للشرب بطريقة تقنية، هذا بالإضافة للأحياء والتجمعات السكانية الجديدة التي يتحتم توفير الماء لها وجلبه من مسافات بعيدة جدا مثل حي 484 سكن وحي 50 سكن وحي 127 سكن وغيرها دون أن ننسى الارتفاع المتزايد والمستمر من عام إلى آخر في عدد المشتركين الجدد أمام محدودية الآبار المقدرة بستة عشرة على مستوى بلدية الأغواط. وحسب السيد يعقوبي الحاج عيسى رئيس مصلحة الاستغلال بوحدة الجزائرية للمياه بالأغواط وإطار تقني مكلف بمتابعة الآبار وصيانتها عبر تراب الولاية، فإن الآبار الستة عشرة بالبلدية تشهد عملية الضخ بصفة دائمة وبدون توقف أي بنظام 24 ساعة على 24 ساعة- عدا في حالة انقطاع التيار الكهربائي- منذ بداية شهر أفريل من كل سنة وإلى غاية انتهاء موسم الحرارة بهدف توفير هذه المادة الحيوية بالقدر الممكن للمواطنين، رغم التكاليف المالية الباهظة التي تترتب عن هذا الإجراء نتيجة الاستهلاك الكبير للطاقة الكهربائية التي تقدر مستحقاتها شهريا في حدود 240 مليون سنتيم، الأمر الذي أصبح يتطلب من القائمين على مصالح الري للولاية ضرورة تجهيز آبار جديدة زيادة على البئرين اللذين سيتم تشغيلهما في الأيام القليلة القادمة لتغطية النقائص وتلبية الطلبات المتزايدة على المياه الصالحة للشرب، هذا بالنسبة لبلدية الأغواط أما بالنسبة للبلديات الأخرى المسيرة من طرف المؤسسة فإنها تشهد اكتفاء في التموين بالماء الشروب ولا تكاد المؤسسة تسجل نقصا اللهم إلا في حالات نادرة مثل التدخلات لإصلاح التسربات المائية.