عبر الكثير من التلاميذ الذين التقينا بهم في مختلف المؤسسات التعليمية عن القلق الذي ينتابهم مع اقتراب امتحانات الفصل الأخير الذي اعتبروه مصيريا في حياتهم، كما أنهم أرجعوا هذه الحالة الى الضغط الموجود في البرنامج الجديد وعدم فهمهم لبعض الدروس نظرا لكثافة البرنامج•• وفي حديث مع الطالب (ع•م) الذي يدرس في قسم السنة النهائية بثانوية عمارة رشيد لام نفسه وقال "إن السبب الرئيسي فيما يعانيه من قلق حاليا هو تأجيله المذاكرة والمراجعة حتى قرب الامتحانات، فلا يدري بعد ذلك ماذا يراجع ومن أين يبدأ"• واضاف أنه لو أعدَّ جدولاً زمنياً مسبقاً لتلك المواد، وراجعها قبل ذلك، ووضع خطوطاً مهمة أو تلخيصات لبعض الدروس، لكفاه ذلك الكثير من الجهد المضاعف في الزمن الصعب• ولتجاوز هذا الكابوس• الأخصائيون النفسانيون يلقون اللوم على الطلبة ومن جهته ايضا الأخصائي النفساني والأستاذ المحاضر بجامعة تيزي وزو "طاهر مزيان" أرجع هاجس وقلق الامتحانات الى الطلبة بالدرجة الأولى كونهم يهملون دروسهم، في وقت هم مطالبون بمذاكرة دروسهم على مدار العام الدراسي بحيث يكونون ملمين بالمادة، فليس من الممكن أن يراجع الطالب ما درسه طيلة شهور في أيام معدودة مما يسبب له إجهادا بدنيا وعقليا لمحاولته تدارك الوقت، وأهم ما يميز الطلاب المتفوقين عن غير المتفوقين مهارة الاستعداد للامتحان، حيث يقضون وقتاً كافياً في الاستعداد له• وأضاف ذات المتحدث ان تقييم الطالب في المدارس يتمركز على عطائه في الامتحان بغض النظر عن مشاركته وفاعليته في الفصل خلال السنة الدراسية، ونتيجة الامتحان هي التقييم الرئيسي للطلبة، ومن هنا نشأ ما يمكن تسميته بأزمة الامتحانات والمشكلات التي تعترضه في استذكاره ويحتاج• ومن المهم أن يجد الطالب من يقف بجانبه ويرشده إلى الصواب بشرط أن يكون لديه الدافع القوي، فكلما كان الدافع قوياً زادت فاعلية المذاكرة لديه، وهي المهمة التي كما يقول تقع على عاتق الآباء الذين يجب عليهم المتابعة اليومية للأبناء وتشجيعهم على المذاكرة دون الانتظار إلى يوم الامتحانات، فهذا سيخفف من وطأة الضغط النفسي الذي قد يحدث بسبب الإهمال أو أي سبب آخر• للأولياء الدور الكبير في تخفيف توتر أبنائهم وأضاف الأستاذ طاهر مزياني ان دور الاسرة ايضا ينحصر في كيفية مساعدة الأبناء على تجاوز هذه المرحلة، بأقل ما يمكن من آثار نفسية وتهيئة الأجواء الدراسية المناسبة وتوفير المناخ الملائم لهم خلال هذه الفترة والتي تمثل منعطفا هاما في حياتهم، ويتم ذلك من خلال تجهيز مكان ملائم للمذاكرة يشترط فيه توفر الأجواء الصحية اللازمة والابتعاد عن المشاحنات والتوترات النفسية، وأن لا يبالغوا في مراقبتهم أو الإلحاح في حثهم على الدراسة، وإن لزم ذلك فيكون بالنصح والكلمة الطيبة والتفهم لتعبهم وقلقهم ومحاولة قدر الإمكان عدم إبداء مظاهر الخوف والقلق أمامهم• الثقة في النفس من العوامل التي تشجع على النجاح مع الحرص على تدعيم ثقتهم بنفسهم وحثهم على المثابرة دون توبيخ أو ضغط يضعفان ثقتهم بأنفسهم مما يؤدي إلى المزيد من القلق والخوف والإحباط وعدم المبالغة في قدراتهم وإمكانياتهم وطموحاتهم وخاصة أمام الآخرين ويفضل التعامل مع قدراتهم بموضوعية• مؤكدا أن المشكلة التي تواجه الكثير من الطلاب ليس عدم إلمامه بالمنهج بل عدم الثقة في قراءته، مما يسبب له الكثير من الارتباك وضياع المعلومات، ويؤدي إلى اهتزاز ثقة الطالب بنفسه• فيدخل الطالب الامتحان والخوف يملأ إحساسه بأن الامتحان هو محاكمة ستقضي بإخراجه من عالم الدراسة في حالة الفشل وهذا كله وهم، فالامتحان ما هو إلا تقييم لمدى استيعاب المادة•