اختتمت بدار الثقافة مولود معمري فعاليات الأيام التكريمية للشاعر القبائلي "بن محمد"، ولم تتسع القاعة الكبيرة لدار الثقافة لاستيعاب الوفود الكبيرة التي قدمت من مختلف مناطق الولاية لحضور حفل التكريم الذي حضره شعراء وفنانون كبار أمثال لونيس آيت منفلات إلى جانب مجاهد حميد المعروف بصوته المميز في القناة الثانية الناطقة بالأمازيغية• الشاعر بن محمد كتب العديد من الأغاني لمطربين وفنانين قبائليين كبار أمثال نوارة، معطوب الوناس وتكفاريناس إلى جانب كتابته للأغنية الشهيرة "آبابا ينوفا" التي غناها الفنان إيدير، والتي أوصلت الأغنية القبائلية إلى العالمية• وكان الشاعر بن محمد قد دخل الإذاعة الوطنية كمنشط سنة 1969م ما سمح له بتوسيع مخيلته واكتساب فصاحة اللسان، وهو الذي قال إن الشعر أفضل وسيلة للتعبير عن كل ما يدور في نفسية الإنسان وإظهار الذات الحقيقية• وكان يستمد إلهاماته من معاني الفنان الراحل سليمان عازم الذي يعرف بأمير الطرب الأصيل، وهو الذي غنى كثيرا عن الغربة والمحنة بأسلوب قبائلي مشوق مايزال يسمع صداها إلى غاية اليوم حتى من فئة الشباب المتعطش لمثل هذه الأغاني، ويحاول الكثير منهم تقليد هؤلاء الفنانين، وهو ما اعتبره الشاعر بن محمد بالانتصار المشرف للأغنية القبائلية• كما تميز حفل التكريم هذا باستماع ابن قرية "اث واسيف" إلى نخبة من الشباب المبدعين والموهوبين في مجال الشعر القبائلي، ما دفع به إلى تشجيعهم ومساندتهم في هذه الخطوة التي يأمل أن تصبح كبيرة في المستقبل القريب بالتفاتة من الجهات الوصية إلى هؤلاء وإعطائهم القدر المستحق من العناية والاهتمام•