انقسمت مواقف وتوقعات النقابات المستقلة في قطاع التربية حول معدل النجاح في شهادة البكالوريا هذا العام، فهناك نقابات ترى أن النتائج ستكون كارثية لعدة اعتبارات، أهمها مشكل كثافة الدروس وما أفرزته من عوامل سلبية على القدرات الفكرية للتلميذ، الذي وجد نفسه مضطرا لاستعاب نسبة 30 بالمائة من البرنامج الدراسي في مدة شهرين، فيما أكدت بعض النقابات الأخرى أن نتائج البكالوريا ستكون مشرفة بعد لجوء وزارة التربية إلى تحديد نسبة 80 بالمائة من البرامج التي ستدخل في الامتحانات، ورفع الحجم الساعي لكل مادة• أوضح منسق نقابة الكلا "بوخطة" في اتصال مع "الفجر"، أن نتائج البكالوريا لهذا العام لن تكون لصالح وزارة التربية، إذا رجعنا إلى النتائج المحصلة عليها في الامتحانات الثلاثة عبر كل ثانويات الوطن، والتي وصفها "بالمخيبة للأمل"، مضيفا أن الفترة الصعبة التي مر بها الأساتذة في الفصل الثالث، أثرت على مردودهم العملي، بعدما وجدوا أنفسهم مضطرين لتطبيق الإجراءات الجديدة، التي جاءت بها وزارة التربية في وقت متأخر، و الممثلة في وجوب الإسراع في إنهاء نسبة كبيرة من البرنامج الدراسي في مدة شهرين فقط• ويضيف المتحدث، أن نسبة كبيرة من التلاميذ، تعرضوا لظغوطات نفسية، بسبب عدم تمكنهم من استعاب جميع الدروس التي كانت تتهاطل عليهم في تلك المرحلة بشكل سريع، وهو الشيء الذي أثر بشكل سلبي على معنوياتهم، إلى درجة أن الكثير منهم أصبح يفكر في المراهنة على بعض الدروس دون الأخرى، بعدما وجدوا أنفسهم غير قادرين على مراجعة دروس لم يفهموا مضمونها ومحتواها• وبالنسبة لرئيس النقابة الوطنية المستقلة لأساتذة التعليم الثانوي والتقني "مزيان مريان"، فقد أوضح بدوره أن نتائج البكالوريا لا يمكن ربطها بالمشاكل والمعانات التي مر بها تلاميذ السنة النهائية، الذين خرجوا إلى الطريق للمطالبة بالتخفيف من البرامج الدراسية، مضيفا أن وزارة التربية حتى وإن فشلت في تطبيق الإصلاحات التربوية الجديدة ميدانيا، وعلى وجه الخصوص، ما تعلّق ببرامج تلاميذ السنة النهائية إلى أنها أحسنت عملا، بعدما أصدرت تعليمات جديدة تقضي بموجبها على رفع الحجم الساعي لكل المواد الدراسية، أثناء الامتحان، وحذف نسبة 20 بالمائة من البرامج الدراسية بهدف رفع من معنويات التلاميذ قبل الدخول في الامتحانات النهائية، التي ستحدد مصيرهم الدراسي المستقبلي•